خواطر وحكايات افندينا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خواطر وحكايات افندينا

ثقافى ادبى حوارى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سيرة عرق الحارة المصرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالإثنين فبراير 18, 2019 12:29 pm

رق الحارة المصرية
بقلم سيد جعيتم

منذ مدة طويلة تراودني الرغبة لأكتب عن الحارة المصرية قديماً وحديثاً،وسبق لي نشر الموضوع مع بعض الصور التعبيرية ، وقد جمعت كل صفحات الموضوع مع بعضهم مع بعض الإضافات الجديدة ولكن بدون الصور التي تعبر عن كل فترة راجياً أن ينال الموضوع إعجابكم (الموضوع مستكنل في التعليقات )
الحارة المصرية
الحارة المصرية تراث أصيل ضارب في عبق التاريخ ، وقد اختلفت الحارة الآن عن الحارة قديماً ، والحارة المصرية منذ القدم تتفرد عن حارات البلاد الأخري ، فالحارة المصرية تشم منها رائحة عرق الغلابة ممزوجة بالبخور مختلطين بالأصالة والشهامة والجدعنة .

الحارة عنصر أساسي في المدن المصرية ويرتبط أهلها بعناصر تجمعهم منها القرابة ونوعي الحرفة التي يعملون فيها ، وأهم ما يجمع أهل الحارة هو حسن الجوار ومتانة العلاقة.
وطراز البناء بالحارة متشابه وإن اختلفت في الارتفاع والاتساع ، والحارة ضيقة تمنع حرارة الشمس وتهدى من برد الشتاء ، وكانت بيوت الحارة تتميز بالزخارف الإسلامية وبالمشربيات علي نوافذها ، وللحارة أبواب تغلق ليلا ، وتفتح الحارة علي الدرب وقد تفتح من الداخل علي أكثر من عطفه وزقاق .
تحمل الحارة المصرية أسماء لأقدم ساكنيها أو للمهنة المشهور بها أهل الحارة أو الشارع وأقدم لكم نبذة عن بعض الحواري والشوارع بالقاهرة وتقع معظمها في حي الجمالية القريب من قلعة صلاح الدين حيث يقطن الحاكم أو الوالي:
حارة برجوان 
حارة برجوان التي سكنها أبو الفتوح برجوان خادم العزيز بالله نزار العبيدي الفاطمي ، والذي أرتقي في عصر الحاكم بأمر الله الفاطمي ليكون من مدبري الدولة ، وما زالت الحارة تحمل نفس الاسم بجوار باب الفتوح بالجمالية .
حارة اليهود
تقع حارةاليهود بوسط القاهرة بجوار منطقة العتبة والموسكي ، وفي الحقيقة هي منطقة متكاملة تضم الكثير من الأزقة والحارات . وكان يعيش بالحي المصريين من مسلمين ومسيحيين علاوة علي طائفتان من اليهود ، اليهود الربانيين ، واليهود القرائين ، وكان بالحارة ثلاثة عشر معبد يهودى لم يتبقي منهم غير ثلاثة معابد هم:- ( معبد موسى بن ميمون - معبد ابو حاييم كابوسى - معبد بار يوحاى )، واليهود كانوا حريصين علي السكن بالحارة لقربها من الصاغة حيث يعمل معظمهم .
حارة السقايين:
تقع حارة السقايين بحي عابدين ، حيث كان يسكن من يمتهنوا مهنة السقا ، وبع إنقراضها لم يتبقَ منها سوى اسم على لافتة 
حارة الروم
توجد بوسط القاهرة بالغورية الدرب الأحمر وبها كنيسة القديسة مريم العذراء المغيثة ، والكنيسة تم إنشائها في أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس الميلادي ،وبالحارة بعض الآثار الإسلامية ، وخرج من حارة الروم أمهر الصناع والكثيرين منهم نقلتهم الدولة العثمانية لأستانة واسطنبول ،وبالحارة العديد من الورش و المهن اليدوية النادرة خاصة صناع التحف ومرممي الآثار .
سوق السلاح
شارع تاريخي تم إنشاؤه في مصر المماليك فى منطقة الدرب الأحمر بجوار قلعة صلاح الدين ومسجد الرفاعي ،و كان أسمه فى البداية (سويقة العزى) نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر أحد أمراء المماليك البحرية ، ثم أطلق عليه سوق السلاح لوجود ورش ومصانع الأسلحة ( رماح وسيوف ودروع ) ، والأن توجد به ورش لإصلاح المسدسات والبنادق ،وبالشارع عدد من الأماكن والمساجد الأثرية.
الغورية ( وكالة الغوري )
الغورية شارع عريق يعود تأسيسة للسلطان قنصوه الغوري و يقع في منطقة الجمالية ، وكان يسمى قديما حي (الشرابشيين) لوجود دكاكين صناعة وخياطة الملابس السلطانية به ، علاوة علي الآثار الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي. 
ومن الحارات القديمة بالقاهرة أذكر علي سبيل المثال لا الحصر: ( درب سعادة – درب البرقع – درب الساقية – الخيامية – درب التبانة – المغربلين - الصناديقية.
باب الحارة
كان لكل حارة مصرية باب يفتح صباحاً ويغلق علي أهلها مساءً ، وكانت الأبواب تحرس من جانب الفتوات وأتباعهم وكان يتم فتح وغلق الأبواب في وقت محدد فيحرص الناس علي العودة قبل غلق الأبواب ، وكانت الحارات تضاء بفوانيس تعلق علي أبواب المنازل وهي عادة أكتسبها المصريين من أيام الحكم الفاطمي ، مع الحرص علي تعليق فانوس علي باب كل حارة وظلت حارات لقاهرة تغلق بأبوابها حتي هدم الفرنسيين الأبواب .
الزمان عام 1798يوم 20 أكتوبر وقد بدء المصريين في الثورة ضد المحتل الفرنسي وألتف حرافيش الناس وعياقهم وأعيانهم خلف مشايخ الأزهر، وكانوا في حاجة لمن يتقنون القتال فضموا إليهم فتوات الحارات الذين نظموا أتباعهم وسلحوهم بالشوم والحراب وراحوا يغيرون علي الفرنسيين ، ثم يلجئون للحواري محتميين بأبوابها 
الضخمة وأسوارها وانتشروا في الأزقة لمنع عسكر الفرنسيس من التواجد فيها .
لجأ الفرنسيين إلي سلاح المدفعية لهدم أبواب الحارات فنصبوا مدافعهم فوق جبل المقطم وفوق قلعة صلاح الدين وفوق مآذن جامع السلطان حسن ، وقصفوا الحارات لهدم أبوابها وبيوتها والمساجد التي يتحصن بها المقاومين ،وأمتد القصف للأزهر الشريف مهد الثورة وأحياء الغورية والصناديقية والنحاسين، وأستطاع الفتوات مع المقاومين قتل حاكم القاهرة الفرنسي ” ديبوي ” ، فأستباح الفرنسيين الأزهر ودخلوه بخيولهم و ربطوها بصحنه و كسروا القناديل و حطموا خزائن الكتب و نهبوا ما وجدوه من متاع. و لم يخرجوا منه إلا بعد أن ركب الشيخ محمد الجوهري إلي نابليون و طلب منه متوسلاً أن يخرج جنوده من الجامع الأزهر. فقبل نابليون، وبعد القصف المدفعي وتهديم أبواب الحارات ، جرت مفاوضات مع مشايخ الأزهر انتهت بفشل الثورة.



سيرة عرق الحارة المصرية 51648782_2132259453487458_3035512219992326144_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_eui2=AeH6yzfNCM-X9NMKRiKxO9gUBNDADTSYoWKEYy1LhCCuCeJcl-GFo3CY-d0TedIiR5IaFN3ICY23p4P6l7b7KGE5gfNkKRsh_7B2bP6T0N7WYQ&_nc_ht=scontent.fcai2-1

سيرة عرق الحارة المصرية 51530738_2132259783487425_8924696021066317824_n.jpg?_nc_cat=106&_nc_eui2=AeEIIUGswgT-GLYJQbBcmkESqQi3pJU7wDqth7CBNB56pbTlVEh4_L4pB-Gm9wtQHPAUs7OGXFyG-uZStSXlBfveWciEQ59hco6SlnwHY-ZjPg&_nc_ht=scontent.fcai2-1

سيرة عرق الحارة المصرية 51810419_2132259983487405_773844903628111872_n.jpg?_nc_cat=111&_nc_eui2=AeEOMFuF_SAfkh7L8rKEY1DzTu-CLhuGgAQdtl4WPht3zb3VL3F9FzwiyF1FFrglY0R3n9xVPyJBp8zIYf90cRLm7QPkfV7oU1ba_TjG01BHzA&_nc_ht=scontent.fcai2-2

سيرة عرق الحارة المصرية 51499409_2132261433487260_257347564133679104_n.jpg?_nc_cat=111&_nc_eui2=AeELf0uNABRd6LZxojtmWzgnZ2cWelAgy5FvdOKyjb52vx3ULX9Ha1qyII8Le_QjLiL8IfkEK7PP_DGriXOLd2zHOod9VEjBunCdm22cV-bjwQ&_nc_ht=scontent.fcai2-2

سيرة عرق الحارة المصرية 51635708_2132262626820474_6212606894435991552_n.jpg?_nc_cat=110&_nc_eui2=AeHmY8r9e6buPqL3s2dtG8SLLpx-WQdtAeyfzrjN5fTED7Gouq0Ji5GjJHCKWQ4TZ98YdmnFJr_17L__njgfgnWrv6j6EQnom8DiptbunxN_9w&_nc_ht=scontent.fcai2-2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالإثنين فبراير 18, 2019 12:31 pm

سكان الحارة المصرية
سكان الحارة المصرية كانت الغالبية العظمي منهم من الفقراء الضعفاء المعدمين وهم الحرافيش ، والأقلية كانوا من الأعيان وهي فئة من يملكون المال، وكان الحكام من المماليك وأعيان مصر يعتبروا أن الحرافيش هم المستوي الأدني في السلم الاجتماعي ، ونجد ذكر الحرافيش في تاريخ الجبرتي وأبن أياس والمقريزى و ابن تغرى بردى .
ورغم أن الحرافيش كانوا الطبقة الفقيرة ،ولكن والأمراء والمماليك كانوا يخشونهم و يعملون لثورتهم ألف حساب ، وكانوا يستقوون بالحرافيش فى النزاعات بينهم، ومن أمثلة ذلك ما ذكره صاحب النجوم الزاهرة (أبوالمحاسن) أن الأمير(منطاش) كان يدور بينه وبين الأمير (الناصرى) نزاع عام 707 هجرية .فأخذ المير (منطاش ) يتقرب من الحرافيش ويتودد إليهم حتى تغلب بهم على خصمه اللدود الأمير (الناصرى) .
كان للحرافيش شيخ يسمي شيخ الحرافيش ونقيبهم 
والأن أصبح المصريين معظمهم من الحرافيش منوفي الريش ،مقابل قلة من المترفين وهم طبقة رجال الأعمال .
ومن رحم الحرافيش خرج الشباب المتمردين الذين كانوا يلقبون بالعياق وكان الفتوات يستعينون بالعياق ويكلفوهم بالسهر على مداخل الحارة ومخارجها لحمايتها من أي دخلاء يهددون أمنها.
عصر الفتوات
ظاهرة الفتوة لم تكن مقصورة على الرجل فقط ، وأول ظهور للفتوة كان في بغداد في القرن الثاني الهجري وقد سعى الناصر لدين الله (575هـ - 622هـ) إلى وضع نظام قانوني أخلاقي للفتوة .
في العصر المملوكي كان المماليك يقطنون بالحارات المحيطة بالقلعة وكان منهم أمراء ، وكان الأمير المملوكي مسئول عن الأمن بمنطقة سكنه ، وكان يستعين بأتباعه ثم أخذ الأمراء في إسناد بعض مهام الحماية لأبناء البلد ، وكان يتم اختيارهم بشروط معينة أهمها الأمانة والقوة ، ومن هؤلاء بدأ بذور الفتوة في الحارة المصرية .
إذاً بدء عصر الفتوات في أواخر عصر السلاطين المماليك حيث ضعفت الدولة ، وأدي ذلك لجعل أكابر المماليك يستبدون بالناس ويفرضون عليهم الضرائب الباهظة ويسلبون أموالهم ، ويتعرضون لنسائهم ، وسارع بعض الأشقياء من العامة بتكوين عصابات تضم العديد من الرجال ينهبون الأسواق دون أن تعترضهم الشرطة أو رجال المماليك الذين كانوا يتعاونون مع هذه العصابات مقابل إتاوة .
وكان لا بد للحرافيش من أبناء البلد الدفاع عن نفسهم ، بدء أولاد البلد في تكوين فرق للدفاع عن أحيائهم وكان لكل فرقة زعيم هو أقواهم وكان بلقب بالفتوة حيث كان يلتزم بحماية الحارة و إغلاق البوابات في المساء وإنارة المصابيح والتفتيش عن الأغراب ، ويوجد فرق بين الفتوة والبلطجية وقطاع الطرق .
وقد سبق الإشارة لتصدي الفتوات للحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وكيف كان الفتوات في مقدمة صفوف الشعب المصري في التصدي للفرنسيين في ثورتي القاهرة الأولى والثانية ، وكان نابوليون يضيق بالفتوات لتمردهم و كان يطلق عليهم لقب الحشاشين البطالين ويناشد طوائف الشعب عدم سماع كلامهم ، ولم ينسي بونابرت موقف الفتوات وعامة الناس في مشاركتهم بعصيهم مع أمراء المماليك في التصدي لقواته في إمبابة .
كان الفتوة أو الحاكم الفعلي للمنطقة هو من ينظم العلاقة بين كل سكان الحي ، فكان يأخذ الإتاوة من الأعيان نظير حمايتهم ، ويأخذ منهم ليعطي الفقراء ، لم يخرج عن هذا النظام من الفتوات إلا القليلين وبهذا فقد خرجوا من تعريف الفتوة إلي البلطجي ، و منهج الفتوة يختلف عن منهج البلطجي ، فالفتوة سلاحه الشومة أو النبوت يؤدب به الخارجين عن القانون ، والبلطجي سلاحه المطاوي والسنج يشوه به الناس .
وللحارة قانون يمنع اعتداء أحد علي غيره ويقوم الفتوة قديماً علي تنفيذه، وحديثاً يحرص كبير الحارة علي التمسك به .
كان لكل حي فتوة يتبعه فتوات حواري الحي ، ومن مهام فتوة الحارة غلق بابها ليلاً علي أهلها ، والحرص علي إنارتها ونظافتها ، وهذا النظام ثبتت أركانه منذ العصر المملوكي ، لم يكن غريب يدخل الحارة قبل المرور علي الفتوة أو رجاله للاستفسار منه عن سبب دخوله للحارة ، ولا يسمح بدخوله إلا بعد يطمئن له ، وكثيراً ما كان يرافقه أحد رجال الفتوة خاصة إذا كان قاصداً لبيت به حريم ورجاله غائبون.
الفتوة كما أسلفنا يتمتع بالخلق القويم والشجاعة والعدل والحق والقوة التي يستخدمها فقط في نجدة أهل حارته ، والفتوة هو الحاكم الفعلي للحارة ويسعي دائماً لأن يستتب الأمن بين أهل الحارة حتي يحبه الناس ويحافظ علي مكانته.
والفتوة كان يأخذ إتاوة من أغنياء الحارة مبلغ من المال يسمي إتاوة نظير حمايتهم ولم يكن يأخذ إتاوة من الفقراء ، بل كان يفرض علي الأغنياء أن يدفعوا للفقراء وكثيراً من الفتوات من كان يدفع من إتاوته التي يفرضها علي الأغنياء لفقراء الحارة .
وكان يتم اختيار الفتوة الجديد بعد طقوس عديدة، أبرزها أن ينتصر علي الفتوة السابق، فيبايعه الفتوة القديم ، فيمارس الفتوة دوره كحاكم للمنطقة بمعاونة أتباعه فيقدم خدماته لأهل المنطقة ويحميهم من أي عدوان خارجي من الحارات الأخرى، فكان أعوانه يسهرون على مداخل الحارة ومخارجها لحمايتها من أي دخلاء يهددون أمنها.
وقد أسعدني الحظ برؤية أثنين من الفتوات القدامي الأول فتوة حي الوايلية ألصغري أحمد الغفير وقد شاهدته في مشاجرة في سوق الوايلية يدافع فيها عن أحدي السيدات التي تعرض لها بائع بالسباب وأنضم إليه باعة آخرون ،ورأيت كيف أدبهم بنبوته . والثاني هو الفتوة أحمد عرابي أخر فتوة لحي الحسينية وكان قد كبر في السن وجلست استمع إليه في مقهاه في ميدان الجيش وهو يسرد ذكرياته ويترحم علي أيام الشهامة وعرابي هو أبن أخت الفتوة إبراهيم عطية ،أشهر فتوات حي الحسينية وكان جميع فتوات القاهرة يذكرون اسمه مقروناً بالإجلال والخوف .

نبذة عن بعض الفتوات
أشتهر الكثيرين من الفتوات وأشهرهم فتوة حي بولاق إبراهيم كروم الذي أنضم للمقاومة الشعبية ضد الانجليز وقد أشتهر ببراعته في اللعب بالعصا ، وقد ذهب إلي إبراهيم الحلو صاحب سيرك ، وطلب منه أن يوفر له أسد ليمتطيه عند استقباله للرئيس جمال عبد الناصر أثناء عودته من الهند ، ولما لم يتوفر له أسد ركب حصانه وسار علي رأس ثلاثة آلاف رجل من حي بولاق يحملون لافتة مكتوب عليها ( إبراهيم كروم فتوة مصر يحيي جمال عبد الناصر فتوة العالم) ، كما وقف إبراهيم كروم بجانب الرئيس السادات عندما أتهم بقتل أمين عثمان ووفر له المأوي، وقد زاره الرئيس السادات وهو رئيس للجمهورية .
ولا أنسي من فتوات حي الحسينية زكي الصيرفي الذي ساند ثورة 1952 ، وكان في الليل يصطحب معه كلباً ضخماً ليفرض به الهدوء علي المنطقة ، ، ومن فتوات الحسينية زينهم الذي حافظ علي مبادئ الفتونة فأحبه الناس واحترموه.
أما من أخذ عنه نجيب محفوظ شخصية عاشور الناجي في قصصه المشهورة فهو الفتوة حرفوش
فتوة الجمالية والحسين ، وكان ضخم قوي حسن الخلق وكان يكبح المتجبرين ويرعي الكادحين .
ومن فتوات حى سيدنا الحسين فهمى على الفيشاوى، وقد انتزع زعامة الفتونة من مهدي العجمى، بعد ما حاد عن الطريق وبدأ في استغلال الناس ، والفيشاوى هو صاحب مقهى الفيشاوي الشهير فى حى الحسين ، ومن الفتوات محمود الحكيم فتوة حى الكحكيين، كانت عصاه من خشب متين لها رأس مجوف محشوة بالرصاص المذاب وكان يسميها «الحاجة فاطمة»، وكان لمحمود الحكيم ابنة أسمها عزيزة تغني «زكريا أحمد» باسمها وأسم أبيها (عزيزة شابة والله شابة وشباب.. ضفايرها تطول الأكعاب.. كما غنى لمحمود: أبا سعده فارس مشهور..على شنابه يقفوا صقرين.. وعلى كتافه يبنوا قصرين ) .
ومن فتوات زمان الذين عرِفوا في أحيائهم بنصرة الضعيف ومساعدة المحتاج، فتوات الحسينية والعطوف عتريس وحكورة ،و كم العرى (اسمه هكذا ) فتوة الخليفة ، والملط ويوسف بن ستهم، فتوات أ قلعة الكبش وطالون ،وبلحة و الفولي وخليل بطيخة فتوات حي السيدة،ولا أنسي الفتوة الضرير وإئة ( اسمه هكذا) ، وعفيفي القرد فتوة حي بولاق أبو العلا، أما حي الدراسة فسيطر عليه المعلم حسن كسلة
ومن فتوات الإسكندرية حــمــيــدو الـفــارس 
إمبراطور الإسكندرية والذي كان يصرع خصمه بضربه بالروسية ، أحمد النونو وأبنه حسني وإسماعيل سيد أحمد .

فتوات النساء
وكان هناك فتوات من النساء أشهرهم الست جليلة الشهيرة بسكسكة (أم سيد ) فتوة عموم الجيزة وكانت فارعة الطول قوية الجسم و لها عضلات تمكنها من التغلب علي من يقف أمامها وكانت ترتدي الصديري والجلباب البلدي الرجالي والكوفية وتمسك بيدها عصا طويلة شومة، والست جلادة التي كانت تتشاجر كالفرسان ممتطية الحمار ومن الفتوات التي اشتهرن بالقوة المعلمة زكية المفترية فتوة سوق الخضار وحي المناصرة، وهي سمراء غليظة الجسم واسعة العينين مفتولة العضلات قصيرة القامة وكبيرة الرأس ، والمعلمة توحة فتوة حي المطرية شرق القاهرة، والتي ضربت خمس رجال وسيدتين في معركة شهيرة أغلقت علي أثرها أبواب المنازل والدكاكين ، والفتوة عزيزة الفحلة وأبنها محمد بالمغربلين، وأيضاً فتوة مصر القديمة والجيارة كيداهم التي سماها الناس بشر الطريق، وأم جاموسة بالسيدة زينب، وهناك أيضا نفتالين بلية ومهبولة الشوارع ، التي تجيد استخدام المطواة قرن الغزال. 
وقد هادن الاحتلال الإنجليزي الفتوات ، واستخدموهم في كثير من الأحيان كمعاونين لهم في استتباب الأمن ، وعكر صفو هذا التنسيق بين الفتوات والإنجليز انضمام الفتوات لصفوف المقاومة الشعبية، وقد ضعف دور الفتوات عند تأسيس البوليس المصري وأختفي تماماً بعد ثورة يوليو .
وقد زخر تراثنا الشعبي بسير الفتوات ، وسيدنا علي أبن أبي طالب رضي الله عنه هو أبو الفتيان
لتمتعه بصفات النبل و الشرف والفروسية والكرامة ونجدة الضعيف والدفاع عن المظلوم .
1952
وكما قلت سابقاً استبدل الفتوة بكبير المنطقةٍ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالإثنين فبراير 18, 2019 12:32 pm

بين الفتوة ولبلطجي
سبق وأوضحنا أن الفتونة تعني القوة المصاحب لها الشهامة والتي تستخدم في الحق وإغاثة المظلوم أما البلطجة فهي نشاط أجرامي يسعي لفرض السيطرة علي الناس بإرهابهم وتخويفهم إذا لزم الأمر بالاعتداء علي الآمنين وسرقتهم ،وهم يستخدمون العنف بلا عقل . 
اشتقت كلمة بلطجي من حامل البلطة باللغة التركية، ولم تكن كلمة بلطجي تحمل صفة سيئة إلا في الثلث الأول من القرن العشرين وتعني الشخص المستهتر الذي يروع الآمنين باستخدام الأسلحة البيضاء من مطواة قرن غزال إلى سنجة وسيف وخنجر ثم تطور الأمر لاستخدام الأسلحة النارية و ماء النار .
والانتخابات موسم للبلطجية حيث يتم تأجيرهم لتمزيق لافتات الخصوم وإفساد الاجتماعات الانتخابية والاعتداء على الناخبين والمرشحين المنافسين ومقار اللجان الانتخابية .
وقد رأينا كيف استغل البلطجية ثورات الربيع العربي فعمدوا إلي نهب المحلات والمنازل وأقسام الشرطة والثورات منهم بريئة ، والبلطجي يتاجر في كل شيء فهو بائع مخدرات وقواد ولص ، وقد يعمل بمقابل مالي فيشارك مندساً في الاحتجاجات والمظاهرات ، ونجده في أي مكان به اضطرابات
، ولا مانع من أن يعمل في حراسة ذوي السطوة أو لدي بعض السياسيين أو في حراسة الملاهي والخمارات، ودائماً سيماههم علي وجوههم من أثر المعارك فنجد وجوههم مملتئة بالخدوش والجروح ويختارون أسماء عجيبة ، وما نخنوخ منا ببعيد وأسمه بالكامل صبري حلمي نخنوخ حنا فهو أسطورة بين البلطجية وله أتباع كثيرين وكان يملك مكاتب لإدارة شبكة واسعة من البلطجية في مناطق البساتين والمهندسين والهرم وفيصل ، وقد تم القبض عليه في 23 أغسطس 2012، بعد اقتحام الشرطة لقصره المحصن في منطقة "كينغ مريوط" وكان القصر محاط بالكاميرات ويحرسه البلطجية والكلاب الشرسة ،كما وجدت الشرطة في أقفاص 5 أسود، إلى جانب نعامة وقرود وأنواع من الغزلان .
ولا يقتصر وجود البلطجية علي الأحياء الشعبية إنما ينتشرون في ربوع البلد بلا ضابط ولا رابط ، يفرضون الإتاوات وينهبون المارة ويفرضون سيطرتهم على المناطق، وقد تتعدي الأمور للقتل .
وقد امتدت البلطجة للأسر الراقية ، مع اختلاف الطريقة حيث يعتمدون في بلطجتهم علي العاطلين ويسمونهم أفراد أمن خاص وحراسة ، ونراهم في الملاهي الليلية يشربون ويأكلون دون دفع وتمتد بلطجتهم لزبائن المكان ولأثاث المكان ، ودائماً لهؤلاء الناس سند من الأكابر 
وهناك فرق كبير بين الفتوة والبلطجي فيد الفتوة تحمي وتزود عن الفقراء والبسطاء والضعفاء ويد البلطجي تبطش بهم ، الفتوة يحافظ علي القانون والبلطجي يهدم القانون ، الفتوة رجل مبادئ شريف لا يمكن شرائه بعكس البلطجي الذي يبيع نفسه لأي شخص ،الفتوة أدب والبلطجة قلة أدب الفتوة كان سلاحه الشومة أو النبوت أو سميها ما شئت وهي عصا ضخمة تستخدم في التأديب يوضع في مقدمتها مسامير وتطعم أحيانا بالعاج المنقوش 
والبلطجي سلاحه المطاوي والسنج التي لا تفرق بين أي موضع من جسم الإنسان وهي أداة للقتل ، وقد عانينا منهم بعد ثورة يناير 2011 وسميناهم بالطرف الثالث.
وباختفاء فتوة الحارة عينت الحكومة رجل أسمته شيخ الحارة وحالياً يقوم بهذا الدور أجد رجال الشرطة وشيخ الحارة قديماً يعلم كل ما يجب معرفته عن سكان حارته وعن الوافدين والراحلين ، وكان هو المسئول عن إحضار المطلوبين لأقسام الشرطة ويتابع المطلوبين للتجنيد، ويسترزق من المساعدة في استخراج أي أوراق حكومية مثل شهادات الميلاد والوفاة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالإثنين فبراير 18, 2019 12:33 pm

لحياة في الحارة
كانت الحارات في معظمها ملتویة بها حواداية بهدف خلخلة الهواء لیلطف الطقس ویمرر الهواء العلیل بین المنازل بشكل طبیعي.
منازل الأعيان بالحارة قديماً كانت تنقسم لقسمين القسم الأول يسمي الحراملك وهو خاص بأهل البيت وتسميته مأخوذة عن سلاطين المماليك وعن العثمانيين ، فقد كان لهم أقسام أو بيوت مستقلة تسمي بالحرملك مخصصة للحريم لا يدخلها ألا الحريم أو الخدم والأغوات من الخصيان ، والقسم الأخر السلاملك وهو مخصص للجلوس واستقبال الضيوف .وكانت نوافذ البيت تكسوها المشربيات من الخشب المعشق تمكن أهل البيت من الحريم من النظر للحارة منها دون أن يراهم المارة ، أما الحرافيش فكانت الأسرة تقطن في حجرة واحدة ( أوضة ) وكانت دورات المياه مشتركة ، وكانت البيوت متلاصقة تتكون في معظمها من دورين أثنين والدور الأول كان يفتح به بعض الدكاكين ، وكثيراً ما كانت تبني بيوت ذات بابين نفتح علي حارتين وكانت تسمي بالخوخة . 
والعلاقة بين سكان الحارة كانت علاقة متينة ، فكانوا يودون بعضهم ويعودون المريض ولا مانع من جلسة أنس وسمر علي الحصير فوق الأسطح أو أمام لمنازل .
وكانت بعض البيوت بها أفران في حوش البيت وعندما يشعل أهل البيت الفرن للخبيز ، يأتي كل من لديه خبيز من أهل الحارة مستغلاً أن الفرن مشتعل وفي نهاية يوم الخبيز يتبادل كل من قام بالخبز مع بعضهم أرغفة ولا يقتصر الحال علي تبادل الخبيز فقد كان طبق الطبيخ أو الحلويات يلف بين البيوت ولا يعود لأصحابه فارغاً .
الجلباب المصري والملاية اللف
كان الجلباب المصري هو الزى التقليدي للمصريين في الحارة في العمل وجميع المناسبات وكان يتميز بفتحة رقبة مستديرة ومشقوقة من الأمام، وبأكمام تزداد أتساعا فى اتجاه الكفين، كما تزود بقصة من كل جانب تزداد اتساعاً أسفل الجلباب، وكان الجلباب الشتاء لونه غامق وجلباب الصيف لونه فاتح ، وطبعاً كان هناك اختلاف بين الجلباب الرجالي وجلباب السيدات الذي كان ارتداؤه يقتصر علي البيوت أما في الخروج فكانت المرأة ترتدي الملاية اللف السوداء وهي قطعة واحدة من القماش تلف علي الجسد لتر من ترتديها أما إذا تم لفها علي الجسد بإحكام فهى تظهر مفاتن من ترتديها ، وقد ذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي إنه في عصر الدولة العثمانية كان يوجد بمصر خان أسمه خان الملايات تباع به الملايات اللف، وكان قماش الملاية المخصص للفتيات من القماش المطاطي اللامع ، أما الملاية المصنوعة من القطن وغير اللامعة فهى من أجل السيدات، وقد اشتهرت بها بنات الإسكندرية ( بنات بحري )، ثم انتقلت للقاهرة وباقي المحافظات إلا إن شكل الملاية كان يتغير من محافظة لآخري، وكانت النساء يضعن علي وجوههم برقع مزركش وله قصبة نحاسية او ذهبية او فضية فوق الأنف ، أو بيشة من القماش الشفاف وفوق الرأس المنديل أبو قوية أو طرحة سوداء أو بيضاء، وكانت بعض النساء ترتدي خلخال ذهبي أو فضي في قدميها ، لكي يزداد شكلها أنوثة وجمالا. 
وكان الرجال يرتدون في أقدامهم المركوب أو البولغة وأسمه مشتق من طائر أبو مركوب والمركوب متوارث من أيام قدماء المصريين والنساء يرتدين الأحذية الزحافي أو الكوندرة بدون كعب.

أفراح الحارة
كثيراً ما كانت تنشأ علاقات حب بين أبناء وبنات الجيران تتوج بالخطبة ، وكان للخاطبة دور مهم في تزويج بنات الحارة ،وكان للأفراح طقوس ، يشارك فيها كل سكان الحارة ، وعند شراء عفش العروس يشارك الأهل والجيران في انتقاء العفش ، وكان عفش بسيط مكون من سرير ودولاب بمراية ، وكنبه بلدي ونمليه ( فاترينة ) لحفظ المأكولات وباجور جاز ولمبة جاز وبعض الحلل وطشت كبير للاستحمام وكلهم من النحاس الأحمر ، وكانت ترسل إلي مبيض النحاس ليكسوها بطبقة فضية لامعة لمنع جنذرة النحاس ، ومعدات الشاي والقلل ، وملابس للعروسة ومنها قمصان نوم من قماش الستان اللامع، وإذا صادف موسم مثل مولد النبوي فعلي العريس إحضار عروسة حلاوة كبيرة للعروسة وباقي الموسم تقوم أم العريس بحمل سبت مملوء بخيرات الله وتذهب به لبيت العروسة . 
قبل الفرح بأسبوع الأفراح عند بيت العروسة تتجمع النسوة والبنات في حلقات يزغردون وترقص البنات علي نقرة ونص ويعنون أغاني شعبية رائعة منها:
- افرحي يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة
- افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة
- وأه يا ابو ليلة جوز ليلة والنبي
- ياللي ع الترعة حود ع المالح
- أتدحرج وأجري يا رمان وتعالي علي حجري
- وصلي صلي ع النبي صلي
ويتم كنس الحارة ورشها بالمياه في اليوم السابق للدخلة وهو يوم الحنة ويتم تزيين الحارة بأعلام مصر يتوسطها الهلال وثلاث نجوم وكانت الأعلام باللون الأخضر والأحمر ، وفي الليل يتم إضاءة الكلوبات .
يحضر العريس لبيت العروسة يوم الحنة في زفة من أصدقائه وتبدأ الأغاني وكأنها مباراة بين أصدقاء العروسة وأصدقاء العريس .
- مين قدك مين حلال عليك ست الحلوين 
- عرفت يا عريسنا تنقى
- الحلو يا هو طلب الوصال وأنا قلت نو
- هو اللي خطبها ونقاها 
- رشوا الملح يا ناس م العين
- الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبيات فى صواني بتدور
- ضحكنا عليهم وخدناها 
- خدناها وأبوها ما كنش راضى
- والله فرحنا لك يا وله
- الحلوة اللى كسبناها.. خدناها خدناها خدناها بالملايين.. وهما ماكنوش راضيين
- يا عشاق النبي صلوا علي جماله
- اوعيلوا يابت اوعيلوا الضابط يبقى زميله
ويوم الزفة كان العريس يذهب للحمام البلدي أما العروسة فكانت تتجمل في بيتها بواسطة البلانة التي تقوم بطقوس استحمام العروسة وتدليكها بالكيس وتشارك الماشطة في صبغ شعر العروسة وتسريحه وقصه إذا لزم الأمر وتساعدهم الآيمة ( القايمة ) وفي بعض الأحيان تذهب العروسة وبنات العيلة للحمام البلدي يوم الفرح ليتم تجهيز العروسة في الحمام .وتعالوا معي نشاهد مشهد العروسة بدء من خطبتها وحتي ذهابها هي وبنات العيلة والجيران أثناء للحمام الشعبي.
سيرة الآنسة حسنيه .
بلغت الآنسة حسنيه عامها الثامن عشر ، واستوت واستدار قوامها وخرطها الخراط ، وككل بنات الحارة تحلم بأبن الحلال .
- أم حسية بدأت تقلق البنت كبرت ولم يتقدم لها عرسان .
- في جلسة ساعة عصاري جمعت بين أم حسنية والست عزيزة جارتهم ، ومع رشفة من فنجان القهوة المحوجة ، باحت أم حسنية للست عزيزة بما يجيش في صدرها من قلب علي أبنتها حسنية - قالت الجارة للأم ، حسنية يتمناها كل شبان الحارة بس أنتم خزننها في البيت وطول ما هي مخزونة في البيت ما حدش ها يشوفها ويفضل بختها كده ،خليها يا أختي تخرج علشان الشبان يشوفوها .
- ردت الأم : يا عيب الشوم يا أختي أبوها محرج عليها حتي تبص من الشباك .
- قالت الست عزيزة الحل عند الست حميدة الدلالة والتي تعمل خاطبة كعمل إضافي .
- الست حميدة الدلالة التي تشتري ما تحتاجه الأسرة وتبيعه كاش أو قسط علمت بأن أم حسنية تريد خريس لأبنتها ، طلبت من أم حسنيه صورة لتعرضها علي العرسان ،أعطتها أم حسنية الصورة مع التأكيد عليها بالحفاظ علي الصورة حتي لا تقع في يد أي حد ، وكمان رجتها أن تجعل الأمر في الكتمان لأن أبو حسنية لو علم ستكون ليلة مطينة بطين .
- وهنا فقد انتقلت الست حميدة من شغلانة الدلالة لشغلانة الخاطبة .
- عند زيارة الست حميدة الخاطبة لبيت الجيران سألت هو سي خميس أفندي ها يفضل من غير جواز ؟
- ردت أمه أيدي علي كتفك يا حميدة عايزين له واحدة بنت حلال .
- قالت الست حميدة طلبك عندي ، بدأت الست حميدة تصف أدب حسنيه وأخلاقها وتربيتها ، قبل أن تنتقل لوصف حيائها وخجلها وأنها خام لا تعرف للشارع طريق إلا في الضرورة القصوى ، ثم انتقلت لوصف محاسنها وأنها متربية علي الغالي مش معصعصه ( كانت البنت الممتلئة هي المفضلة ) ، وأنها بيضاء وجهها جميل طالعة لأمها الست سكينة وأبوها سي محمد الخياط (الأب عريض وسمين والأم لون الياسمين )، ولم تنسي الست حميدة أن تذكر إنها تعرف القراءة والكتابة ، يعني تليق بالنبي حارسه سي خميس أفندي .
- تمت خطبة حسنيه لسي خميس أفندي وقبضت الست حميدة الحلاوة من الأسرتين وأنتهي دورها كخاطبة وإن أستمر كدلالة ستشارك في جلب شوار العروسة .
- تم تحديد يوم الدخلة وكان لا بد من الاتفاق مع الست عدلات البلانة لتقوم بالذي منه تجاه العروسة ، واقترحت عليهم الست عدلات البلانة الست انشراح الماشطة والست درية الأيمة ، تمت الموافقة وهكذا تكون فريق تجهيز العروسة . وكان الاتفاق علي أن تذهب العروسة لحمام بلدي يتم تجهيزها فيه .
- الحمامات البلدية كان أساس عملها البخار المتصاعد من المياه الساخنة التي يمتلئ بها المغطس ( بديل الجاكوزي والساونا حالياً ) .
- اقترحت البلانة عدة حمامات أولها حمام محمد إبراهيم، الشهير بعوكل ويقع علي كورنيش النيل ، والثاني حمام التلات ( الملاطيلي ) بمنطقة باب الشعرية بشارع أمير الجيوش وهو أقدم حمام بالقاهرة ويعود تاريخه لفترة الحاكم بأمر الله الفاطمي ، وحمام باب البحر بمنطقة باب الشعرية وأعتقد أن أسمه كان حمام الدود ، تم اختيار حمام باب البحر لأنه الأرخص ولقربه من السكن ، وطبعاً ذهب الفريق للحمام في اليوم المخصص للنساء.
- تم دخول العروسة وأمها وأقاربها للحمام وجلسوا في الساحة الخارجية للحمام حيث تم الاتفاق علي المطلوب والأجر وعن الحجرات التي يريدون حجزها فترة تواجدهم بالحمام ، وتم تسليم متعلقاتهم بأمانات الحمام ، ثم دخلوا الغرف المخصصة لهم لخلع ثيابهم ( لا يوجد أي عنصر رجالي بالحمام ) .
- خرج الجميع للمغطس الذي يتصاعد منه البخار بكثافة مما يدل علي أن مياهه ساخنة جداً وقاموا بالاستحمام بنفسهم أو بمساعدة المكيسة التابعة للحمام .
- ظلت العروسة في حجرتها مع فريق العمل ، وقامت البلانة بالتخلص من الشعر الموجود بجسدها ، وقامت الماشطة بقص المناطق الغير متساوية من شعرها ، وتم استحمامها بالغرفة وأشرفت الأيمة علي إحضار الماء وضبطه بإضافة الماء البارد علي الساخن حتي لا يضر ألعروسه ، ثم خرجت العروسة للمغطس مع الجميع لتستحم معهم ، وقامت البلانة بارتداء كيس علي يدها ( مثل الجوانتي ) لتكيس العروسة ومن تريد من المعازيم ، والكيس مصنوع من مادة الكتان السميك وبالضغط علي الجسم مع الماء الساخن يتم التخلص من أي شيء ملتصق بالجسم ، وأيضاً يتم تكبيس العروسة بتدليكها .
- جهزت الأيمة الطمي وهو نوع من الطين يوضع علي الأكعاب والأصابع للتخلص من الجلد الزائد ، ثم يعاد الاستحمام في المغطس والجلوس علي حافته للاستمتاع بالبخار مما يساعد علي تفتح العروق ( الأوعية الدموية ) ويجعلهم في حالة استرخاء ، مع شرب المشاريب الساخنة .
- تقوم الماشطه بصبغ شعر العروسة بالحنة الهندي ، ثم يتم الخروج للغرف وارتداء الملابس والمكوث فترة حتي تبرد أجسامهم قبل الخروج للشارع ، وتري العروسة والمرافقين لها وكأن الدم يكاد يقفز من وجوههم من شدة تورده .
- تذهب العروسة وفريق العمل لمنزلها لاستكمال تجهيزها ، وتبدأ الماشطة في تصفيف الشعر للعروسة والمعازيم ، وبتزيين العروسة ونتف حواجبها وصباغة شفايفها وخدودها باللون الأحمر والوردي ، ثم تقوم مع البلانة والأيمة بتلبيسها فستان الفرح وتزينها بالحلي .
- بعد المغرب تبدأ مراسم كتب الكتاب وتعلية الجواب ، فيحضر المأذون بدفتره ويضع العريس يده في يد أبو العروسة ووكيلها ويلتف حولهم الرجال من الأسرتين ويتم تغطية يد العريس وأبو العروسة بمنديل أبيض وفور الانتهاء من مراسم كتب الكتاب يتسابق الحاضرين لخطف المنديل وتنطلق زغاريد النساء ونسمع أغاني مثل كتبوا كتابك يا نقاوة عيني ، وأختي عزيزة خطبوها ، وتتكرر الأغاني ، والأعيان كانوا يستقدمون العوالم ( الراقصات ) لأحياء الفرح ، إلي أن تأتي اللحظة الحاسمة لحظة أخذ وش العروسة أو فض غشاء بكارتها .
- وعند الدخلة يأتي دور فريق البلانة والماشطة والأيمة ، إذا كان سيتم أخذ وجه العروس ( تمزيق غشاء البكارة ) بالطريقة البلدي القديمة فعليهم مسك العروس ليتمكن العريس من أخذ وش عروسه بلف منديل أبيض علي صباعه ، وفي حالتنا خميس أفندي متعلم وسيأخذ وجه عروسه بالطريقة الشرعية ( كما يقولون سيأخذ وشها بحجره)، يظل الفريق ( البلانة والأيمة والماشطة ) مترقبين بباب العريس والعروسة حتي تأتي البشارة بإخراج منديل أبيض به دماء غشاء البكارة ، تنطلق الزغاريد والأغاني ويا بلحة يا مقمعة شرفتي أخواتك الأربعة .
الحمل والوحم
بعد شهر من الزواج تأخرت الدورة الشهرية ( العادة / الطمث ) عن موعدها وبدأت حسنية تشعر بأعراض غريبة ، كانت تنقي فول لتدمسه فوجدت عندها رغبة جامحة أن تأكل بعض حبات الطين التي تنقيها من الفول ، وفي المساء عندما بدأت في تعمير لمبة الجاز بدأت تقرب من أنفها شريط اللمبة لتشم رائحة الجاز ، شعرت بميل للقيء أكثر من مرة ، أخبرت حسنية أمها بالتغيرات التي طرأت عليها ، فرحت الأم وقالت كده يا حسنية أنتي بتتوحمي ، تم عرض حسنية علي الست فايقة الداية ( القابلة ) التي أكدت أن حسنية حامل في أيامها الأولي وبشرت زوجها خميس أفندي بحمل زوجته وطالبتهم بالاستجابة لطلباتها ،
بدأت حسنية تطلب وزوجها خميس أفندي ينفذ طلباتها حتي لا يصاب المولود بأي لو لم ينفذ الطلب ، طلبت حسنية برقوق وكان الموسم ليس موسم البرقوق ، أم حسنية قالت له لازم تدور علي برقوق لحسن يطلع في وش الواد وحمة زي البرقوقة ، دله أولاد الحلال علي فكهاني يحتفظ بالبرقوق في ثلاجاته فاشتراه خميس بأضعاف ثمنه ، توالت طلبات حسنية وخميس ينفذ ما تطلبه بدون تأخير ، حتي 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالإثنين فبراير 18, 2019 12:34 pm

جاء موعد الولادة .
حسنية بكرية لم يسبق لها الوضع وقد وجدت الست فايقة المولدة صعوبة في توليدها ، كان لا بد من إحضار دكتورة المستوصف .
حضرت عربة المستوصف بها طبيبة وممرضة وتمرجية ،ولم يفوت أطفال الحارة الفرصة وزفوا عربة المستوصف كعادتهم كلما حضرت العربة للحارة ، وتم ولادة حسنية بالسلامة ( كان انتقال عربة الصحة بطاقمها مجاني للبيوت في الحواري نظام معمول به في مصر حتي ستينات القرن الماضي )،الست فايقة المولدة لم ينتهي دورها بل شاركت مع طاقم الصحة في ولادة حسنية وتابعتها معهم فقد كان طاقم الصحة يحضر بالعربة يومياً لمدة أسبوع بعد الولادة لمتابعة الحالة . 
نبذة عن الداية :
القابلة أو الداية أو المولدة مهمتها مساعدة الحوامل من وقت الحمل وحتي الإنجاب وحضور سبوع المولود ، والدية كانت تصف بعض الأعشاب للحامل لتساعدها أثناء الولادة ، وتعتني بالأم والمولود بعد الإنجاب ، وكانت الداية تحمل ترخيص لمزاولة مهنتها من الدولة .

سبوع المولود
يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات
وعند تشريف مولود علي يد الداية ( المولدة ) التي بشرت الأب ويا سلام لو المولود ولد فإن الأب يجذل العطاء للداية ويتم الأذان في أذن لطفل اليمني ورفع الأذان في الأذن اليسري لإبعاد الشيطان عن المولود، يبدأ الأهل في الزيارة للاطمئنان وشرب المغات ( حلبة مطحونة مع بعض العطارة) مطبوخة بالسمن البلدي، وكانت بعض العادات تمنع من كانت عليها ضهرها ( الدورة الشهرية ) من الدخول علي الأم وأشياء من هذا القبيل ، ويتم ذبح فرخة كل يوم لأم المولود لتتغذي عليها وكانت الفراخ يتم تربيتها في المنزل استعدادا ليوم الولادة ،وفي اليوم السابق للاحتفال بالسبوع يتم بل بعض الفول لتشبك كل سبع حبات مع بعضهم ، ويتم وضع حبات الفول والسبع حبوب من البقول في صينية كبيرة مع البياته وهي أبريق السبوع المحلي بالشموع والورد إذا كان المولود ولد ، أما إذا كانت بنت يزين لها قلة ،، وتيمناً بالخير والبركة كان يوضع سبت به خضراوت مثل الخس والجرجير والخبز بجانب أبريق ماء ، ويقوم الأحبة بوضع النقود المعدنية في الصينية لتوسيع رزق المولود وكلها من حق الداية ، ويتم تجهيز أكياس السبوع بالحمص والسوداني بقشره والفيشار ، والملبس لتوزيعه علي الأطفال وهم يهللون ممسكين بالشموع ويغنون حلقاتك برجالتك ، و ولعوا لي شمعتي وأنا لسه في لفتي ، وعين الحسود فيها عود ،مع رش الملح والسبع حبوب مثل الفول والأرز والعدس والذرة والحمص والقمح لمنع عين الحسود ،ويرتدي المولود في السبوع فستان يختلف لونه فالذكور لون الفستان سماوي أما البنت فلون الفستان وردي ، وتخطي الأم وهي تحمل المولود علي البخور المشتعلة سبع خطوات مع الدعاء الأولي بسم الله والتانية بسم الله والتالته حتي السادسة بسم الله والسابعة رقوة محمد أبن عبد الله ،مع دق الهون النحاس وهز المولود في الغربال وأشعال البخور والصياح أسمع كلام أمك اسمع كلام أبوك، والأعيان كانوا يذبحون العقيقة للمولود يوم السبوع ، وكانوا يعلقون خرزة زرقاء بفاسوخة في مقدمة شعر المولود لوقاية المولود من عين الحسود . 
ـ وتثقب أذني الأنثى لترتدي حلق وبعض الأسر إذا كانوا يخافون علي مولدهم الذكر من الحسد يثقبوا له الأذن اليمني ويتم ألباسه فردة حلق .
وغالباً ما كان مزين الحي يقوم بطهارة الأطفال الذكور ( الختان ) يوم السبوع و يغنون له : يا عريس يا صغير علقة تفوت ولا حد يموت لابس ومغير وهتشرب مرق الكتكوت ـوأيضاً يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات ، وإذا كان المطاهر ولد كبير شوية يركبوه حصان ويرتدي جلباب أبيض وعقال عربي ، ويزفوه في الحارة مع ضرب الدفوف والرقوق والصاجات، وكثيراً ما كانوا ينتظرون مولد أولياء الله ليطاهروا الأولاد والبنات في المولد ، وعموماً الأحتفال بطهور المولود كان يجلب الخير لأهله عن طريق جمع النقوط ( هدايا نقدية )
مولد وصاحبه غايب
تشتهر مصر بإقامة الموالد الشعبية ، والمولد مناسبة للاحتفال بيوم مولد أو وفاة ولي من الأولياء الصالحين. 
وكما يتم الاحتفال بمولد أل البيت ( سيدنا الحسن – السيدة زينب – السيدة نفيسة – السيدة سكينة – السيدة فاطمة النبوية – السيدة عائشة.. الخ ) يتم أيضاً الاحتفال بموالد وأولياء الله الصالحين الكبار من مؤسسي الطرق الصوفية ( شيخ العرب السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا - سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق– سيدي المرسي أبو العباس وسيدي جابر بمدينة الإسكندرية – عبد الرحيم القناوي بمدينة قنا أبو الحجاج الأقصري بالأقصر، وغيرهم ) ولا تقتصر الموالد في مصر علي أولياء الله من المسلمين وإنما توجد أعياد قبطية مثل موالد للسيدة مريم العذراء في كنائس متعددة بالقاهرة والمحافظات والشهيد مار جرجس في القاهرة وتوجد احتفالات بموالد قبطية في كفر الدّوار، وميت دمسيس، والقديسة دميانة بمحافظة الدقهلية، ومار مينا بالصحراء الغربية ، ولا يوجد إختلاف كبير بين طرق الاحتفال بالموالد سواء كان المولد مسيحيا أو إسلاميا حيث يتم زيارة الضريح، والسير في موكب كبيرة تحمل أعلام الطرق الصوفية، أو تمر مواكب الكهنة والشماسين في الموالد المسيحية، وإلي وقت قريب كان يتم الاحتفال بمولد أبو حصيرة وهو يهودي بقرية دميتوه إلي أن منعت المحكمة الاحتفال به حيث كان اليهود يحضرون من إسرائيل ويأتون بأفعال غير مرغوبة .
وبصفة عامة يشارك المصريين علي اختلاف دياناتهم في الاحتفال بالموالد بدون تمييز.

ويا سلام سلم لو فيه مقام لشيخ من الصالحين في حارة، فمقام الشيخ مصدر من مصادر رزق لأهل الحارة .
في الأيام العادية يكون المقام مفتوح والزوار في معظمهم من النساء وكل واحدة لها مطلب ، فمن تريد الخلفة ، ومن تريد الوصال مع من تحب ، ومن تريد زيادة الرزق ومن تريد فك عمل معمول لها ، وكل منهن حسب اعتقادها ، وخادم المقام يتكسب من الزائرات فهو يباركهم مع إن عينه زايغة ، ويحضر بعض الأحجبة يوزعها عليهم بمقابل مادي.
في العصاري يجلس الرجال من أهل الحارة أمام المقام يعلبون السيجا والكوتشينة ويتسامرون ولا مانع من شرب الشاي والجوزة بالمعسل وأحياناً البيرة.
وقبل مولد الشيخ بأيام يبدأ أهل الحارة في الاستعداد فيتم تغيير كسوة المقام الخضراء اللون وبما أن أهل الحارة والحواري المجاورة يصيبهم حسنة من الاحتفال فيتم تنظيف الحواري استعداداً للمولد، ويبدأ تعليق الزينات والكهارب ( الأنوار).
معظم البائعين في المولد من سكان الحارة والحواري المجاورة، فمنهم من يعد الطعام ( فشه وممبار ولحمة راس ( استخار واختار فشة أو ممبار ... صنف زي الفل ) ، ومنهم من يبيع الفول والطعمية والبطاطس المقلية ، ومنهم من يبيع الحمص والحلاوة وحب العزيز ( حب العزيز الربعة بقرش .. حلو ولذيذ الربعة بقرش ) ويبدأ بائع الطراطير الملونة في تجهيزبضاعته ويحضر بائع الزمامير( فريرة للعيل )، وبائع غزل البنات وكل منهم يفرش أمام سكنه ، و تنصب المراجيح والزقزيق والبطة ، وعربات النشان لضرب البمب ببنادق الرش ، وتنصب بعض الشوادر الصغيرة لحلقات الذكر والإنشاد الديني، ويخصص شادر لمطربي المواويل وسيرة أبوزيد الهلالي سلامة.
صباح يوم الاحتفال يرتدي بعض أهل الحارة جلاليب لونها أحضر ويغطون رأسهم بعمة خضراء ويربطون علي وسطهم بقماش أحمر ، ويبدؤوا بالطواف في لحارة والحارات المجاورة مرددين أسم صاحب المقام : ( سيدي عبد الله يا سلطان .. لابس العمة والقفطان .. رافع سيفه ع الكفار) فسيدي عبد الله كان في حياته غفير الدرب وحارس الحارة والحارات المجاورة .
يبدأ الاحتفال بالمولد منذ الصباح الباكر حيث يقوم خادم المقام بإشعال البخور وفتح أبواب المقام للمريدين الذين يتمسحون بأعتاب الولي وهم يرددون (مدد يا سيدي عبد الله مدد ) ، وسرعان ما تأتي النساء للوفاء بالنذور فمنهم من تنذر عيش بفول نابت ومنهم من تنذر بأرز وعيش وعندما تأتي من نذرت بلحم وعيش يتحول المكان لتزاحم للحصول علي النذر وقد يتطور الأمر للمشاجرات .
يبدأ كهربائي الحارة في نصب الميكرفونات وينادي : ( بركة سيدي عبد الله) فيتزاحم الناس لوضع نقوط ( نقود ) في يد من يمسك بالميكرفون ويقول مدد يا سيدنا عبد الله النقطة دي من مريدك أو مريدتك ثم ينطق باسم صاحب النقوط ويعقبها بمدد مدد علي طول المدد.
تزدحم الحارة بالحضور ونسمع فرقعة البمب نتيجة للضرب ببنادق الرش ، ويتم تعديل بنادق الرش ليوضع فيها مسمار ينتهي برأس مثبت به بعض الشعيرات الملونة حيث يتم النشان علي دوائر ملونة صغيرة مثبة بالعربة ومن يفلح يكسب قطعة ملبن ( يحميك يا بني تبقي غالبني قرب خد لك حتة ملبن ) .
وفي الشوادر يجتمع المريدين رجال ونساء علي شكل دائرة أو عدة دوائر أو صفين متقابلين ويتوسطهما المنشد ، ويبدأ في الإنشاد مع التصفيق علي صوت الموسيقي وسرعان ما تتسارع وتيرة الإنشاد ويبدأ الحضور في هز أجسامهم في حركة نصف دائرية (بيفقروا )، وكلما سكت المنشد بين المقاطع يردد الحضور كلمة (الله) أو ( الله حي ) بشكل جماعي، أو يرددون ما يقوله المنشد ، ويحمي الوطيس لو دخلت امرأة وسط الجمع لتتمايل معهم فيتزاحم حولها الرجال ،وقد يتطور الأمر ببعض المشاركين في حلقة الذكر جنسين فتحدث حالات إغماء أو هيجان فيسارع أحد خادم المقام بتلاوة القرآن عليه لإخراج الأسياد من جسده ، ولا مانع من استخدام مداخل المنازل وأدوارها السفلية نظير أجر وكله منافع .
وتعلوا صيحات الأطفال عند ركوبهم المراجيح.
ويأخذ حلاق الحارة ركنه الخاص به ليقوم بطهارة ( ختان ) أطفال الحارة ( يا ام المطاهر رشي الملح سبع مرات، في مقامه الطاهر خشي وايدي سبع شمعات.( ( ويا عريس يا صغير علقة تفوت ولا حد يموت ) وإذا كانت الحارة بها أتساع تنصب خيمة للسيرك أو للأراجوز ، بينما يفترش الحاوي الطريق يقوم بحيله السحرية وألعابه الخطرة ، ونجد من يرسم الوشم له مكان بالمولد ،وتختلط الأصوات والحابل بالنابل وتتداخل أصوت الباعة( فوريره للعيّل/ يا ابو العيال ميل/ خدلك سبع فرارير/ زماره شخليله/ عصفوره يا حليله/ طراطير يا واد طراطير.
يمتد الاحتفال حتي أذان الفجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:03 pm

لردح صنعة
لا يخلوا يوماً من مشاجرات بين نساء الحارة بسبب لعب العيال وشجارهم مع بعضهم ، وكان الردح هو الأداة المتعارف عليها وأحياناً كان الأمر يتطور للتشابك بالأيدي واستخدام الشبشب والقبقاب المصنوع من الخشب كسلاح 
وللردح أصول ورداحات متخصصات ويمكن تأجيرهم للحط من قدر الأشخاص وتجريسه وفضحه.
وكان الردح يتم عبر النوافذ والبلكونات وتتباري النساء في تضخيم أصوتها والزعيق بأعلي صوت لتغطي علي صوت الطرف الأخر ،والتصفيق باليدين بشدة ، مع استدعاء قاموس الشتائم مثل:
- يا عمر : ولفظ يا عمر بصفة خاصة متوارث من أيام الفاطميين لأنهم كانوا لا يحبون سيدنا عمر رضي الله عنه وينطق بوضع ضمة علي العين ومط باقي كلمة عمر.
- أحمد يا عمر : تشير لشاب افتتنت به النساء ثم عيرن بعضهم باسمه.
- يا دلعدي أذا قيلت في مشاجرة فأنها تعني أي يا ألد الأعداء ـ، وإذا كانت لاستدعاء شخص فيتم تغير المعني لأد الأعداء أي كفوء لهم.
- شوباش إذا قيلت في مشاجرة فمعناه اللي ما يشتري يتفرج وإذا قيلت في فرح تعني يا حبايب وأصل الكلمة فرعوني يعني الفرحة والسعادة.
- أفرش لك الملاية يعني التفرغ والاستعداد للمواجهة.
- أخلي اللي ما يشتري يتفرج تعني الفضيحة للطرف الأخر.
وإليكم بعض الجمل من قاموس الردحات في الحارة المصرية قديماً :
- يا جته من غير تابوت يا شجرة من غير توت
- يا بنت بشنب يا دكر يا جزمة برباط بكر
- يا حباية وناقصة رباية يا سرير من غير ملاية
- يا عيرة بألوان خميرة
- يا رد الرد يا مصطبه هد
يا دون الدون يا أوسخ ما يكون
- يا عصاية غلية تحت الكوم مرمية
- يا أبره مصديه ع لكوم مرمية
- يا باجور جاز من غير كباس
- يا وش الباجور ياقعر الحلة
- ياإيحة يا تلقيجة ياللي الشيطان يقول لك يا أبيحة
- العفشة تلهيك وترازيك وتجيب اللي فيها فيك
- يا أبشع الحريم.. يا مدمنة برسيم.
- وإذا كانت الخناقة بين ضرتين يتنافسون علي ليلة مبيت الزوج نسمع : الطرح يا بنات المشاط والفليات عند العفشة وراح يبات.
وكانت الخناقات غالباً ما تنتهي قبل حضور الرجال من أعمالهم وإلا تطور الأمر لعركة كبيرة يتشارك فيها رجال ونساء العائلتين والمحبين من الجيران ، وبمجرد تدخل العقلاء يعود الوئام للحارة وتجد النساء الذين كانوا يتشاجروا يرتدون الملاية اللف ولفها صانعة تظهر القوم خاصة عند التمايل ( يا أم ملاية لف اسم الله تقتلي ميه وألف أي وله ) ويذهبون للسوق مع بعضهم والرجال يتجمعون علي المقهى يلعبون الضمنة والسيجة والكوتشينة .
السير الشعبية
الاحتفال بموالد المشايخ كما أسلفت في الصفحة السابقة تراث و المثل الشعبي يقول (من فات قديمه تاه، واللي مالهوش ماضي مالهوش حاضر) ، وشخصية الحارة المصرية التراثية هى حصيلة التقاء حضاري ثقافي فريد، وفي المولد يقص القصاصون ( الحكايون ) حكايات لسير شعبية ، كلها من التراث العربي والمصري، وفي السير نجد :تمجيد للأخلاق والشجاعة ، وبذل نفس لنصرة الحق ، والعزة والشهامة والنبل وذم ونكران الأخلاق السيئة والخيانة والغدر.
علي المقهى أو في الشادر يجلس الحكواتي ويقص الرواية منظومة بالشعر وهو ممسك بالربابة وهي ألة موسيقية مصرية و يتمتع بصوت فيه طرب ويجيد حسن الإلقاء واستثارة مشاعر الحضور بتعبيرات وجهه وجسمه ، فنجده يجسد ما يحكيه حتي يخيل لمن يستمع أن شخصيات الحكاية حاضرة وحية ويسرح المستمع بخياله مع الرواية بل ويعيش مع أبطالها ويشعر بهم وبما تجيش به صدورهم . 
فنجد الحكواتي يقص السيرة الهلالية موضح بطولة أبو زيد الهلالي ضد حاكم تونس الزناتي خليفة وخيانة دياب أبن غانم له بل وقتله غدراً ، وقصة الملك سيف بن زي يزن ،والظاهر بيبرس ، وحمزة البهلوان وفتح بلاد فارس، والأميرة المحاربة ذات الهمة ، وزرقاء اليمامة ، وعنترة بن شداد ، والست خضرة الشريفة ، وعلي الزيبق ، والزير سالم،وأدهم الشرقاوي ، والسيد البدوي وتحرير الأسري ( الله الله يا بدوي جاب اليسري )، وأمنا الغولة وأبن الملك، والظاهر بيبرس،وعاشق المداحين ،وعابد المداح ، ووردة ، وعلي بابا والأربعين حرامي ، وعلاء الدين والمصباح السحري، وبهية وياسين ، ولا تخلوا الحكايات من المغامرات مع الجن والعفاريت ،وحكاية جنية البحر والنداهة والمزيرة وغيرها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:03 pm

وصفات شعبية لعلاج الأمراض المستعصية
أهل الحارة كانوا يتشاركون في السراء والضراء فعند مرض أحدهم كانوا يعودونه طوال فترة مرضه مع تقديم النصح للشفاء ، فكان البعض ينصح بالذهب للطبيب خاصة إذا لم تنفع الوصفات البلدية المتعارف عليها ، والبعض ينصح بالذهاب لأحد سكان الحارة من الصالحين ليرقيه ، والبعض ينصح بالحجاب لأن سره باتع ،وكان الكل يجمع علي الذهاب للعطار لعمل وصفة من الأعشاب الطبية ثمنها يكون علي قد الأيد ، وكان الطفل إذا ظهرت عليه أعراض مرض الحصبة يحرص أهله علي أن يرتدي اللون الأحمر ويجمعون الأطفال من نفس سنه ليجلسون معه ويأخذون الحصبة كلهم مرة واحدة ويريح الأهل دماغهم ، و منقوع الشعير كان أساسي في علاج الحصبة، وإذا أرتفعت درجة الحرارة عند المريض عليهم بمفتاح الخضة ويتم لف رأسه بمنديل مبروم به المفتاح ويتم لف المفتاح فتضيق اللفة علي الرأس فتذهب الحمي ، ولا مانع من تدليك الجسم بالخل المخلوط بالسبرتو الأحمر للتخلص من الحمي ، وعند إصابة العين يتم العلاج بتقطير لبن الماعز أو لبن الأم في العين المصابة ، والعلاج للبواسير كان يتم بخلطة من تراب الفرن مع بعض الأعشاب ، وللكحة ورق الجوافة ، وللصداع الشديد كان قرص الأسبرين فيه البركة وإن لم يأتي بالنتيجة المرجوة فلا مانع من الفصد أو الحجامة لإخراج الدم الفاسد الملوث من الجسم ، ولعلاج التهاب اللوز زيتونة مقطعة فى منديل من القماش وتربط على الزور مكان اللوز ، أو شرائح ساخنة من البصل والعجين في منديل وتلف حول الزور ونفس العلاج للصباع المدوحس ( المتورمنتيجة لصديد أو لعلاج خراج) ،والتهاب الفم ويتم دهان الفم ببيضة مخلوطة بطحينة أو بطحينة فقط ،ولعلاج القولون والأنتفاخ الزعتر والشمرفي عسل النحل ،وللأمساك وصفة التلبينة و تتكون من دقيق شعير يضاف اليه كوب من الماء، ويطهى على النار لمدة 5 دقائق، ثم يضاف إليه كوب من الحليب وملعقة عس نحل ، ولبحة الصوت مشروب النعاع والقرفة ، الممسدة
وكانت المرأة في الماضي اذا اصابها مغص أو تلبك معوي تذهب الى الممسدة، وهي امرأة تقوم بتمسيد ودلك وتمريخ بطن المرأة بزيت الزيتون وكانت لهذه الطريقة ناجحة وشائعة.
ولا ننسي زيت قنديل أم هاشم والششم لعلاج العيون
أما الممسوس فعلاجه الزار وهذا ما سنعرفه في الصفحة القادة بمشيئة الله 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:04 pm

الزار
شيخ محضر، يا شيخ محضر، اللى عليه عفريت يحضر
والزار خاص بطرد الأرواح الشريرة من الحريم فقط وعجبي !!!!
الست أم بتعة ساعة عصرية راحت تشتكي حال بنتها لجارتهم أم فكيهة 
أم بتعة : بتعة بنتي من يوم ما أتجوزت كل ما جوزها يقرب منها تشوف واحدة غريبة معاهم في الأوضة فتصرخ ، و أمبارح جوزها جابهه وقال شوفوا لبنتكم صرفة .
أم فكيهة : يا أختي إيه اللي جرا للبنات ؟ فكيهة بنتي مصدعة علي طول ومروشة ، وعينيها بتبرق وتبوظ لبره ، و بتخرف بكلام مش مفهوم وصوتها ينقلب صوت راجل ، دوخت بيها علي الدكاترة و الدوا مش جايب نتيجة ، ورحت للشيخ رقاها وعمل لها حجاب وبرصه مفيش فايدة .
اتفقت الجارتان إن علاج أبنتيهم عن طريق الزار هو الحل .
الزار من الموروثات الثقافية والشعبية ، ويرجع البعض أن له أصول فرعونية ، ولكن الغالبية العظمي ترجح أن أصوله نابعة من القرن الأفريقي وبصفة خاصة الحبشة وأن أصل كلمة زار أصلها أمهري وتعني روح شريرة بلغة أهل الحبشة ، وقال البعض أن كلمة مأخوزة عن كبير آلهة الكوشيين بالقرن الأفريقي ، وينتشر الزار في معظم الدول العربية والأفريقية.

ذهبت السيدتان وابنتيهما لسيدي البيومي في حي الحسينية فهناك ينصب الزار يوماتي: (من أشهر المناطق التي تقام بها حلقات الزار : الدرب الأحمر، السيدة زينب، والغورية، القناطر الخيرية (.
علي الباب قابلوا الوكيل وهو من يستقبل الزائرات ويتفق معهم علي المعلوم ، وبما أن البنتين حلوين فقد لمعت عين الرجل وقرر أن يشارك مع الفرقة أثناء الحلقة التي ستحضرها البنتان.
بعد الوكيل تقابلوا مع الرئيسة أو عريفة السكة وهي كودية الزار وهي امرأة في متوسط العمر سمراء اللون قوية البنية جهورة الصوت بجشاشة ، وبعد سماع الشكوى عرفت الكودية نوع الأسياد وبناء عليه طلبت من كل منهم ذبيحة لتذبح علي رأس الضحية بناء علي طلب السيد اللي ساكن فيها ، وتحدد لهم نوع الزار فالزار في مصر ثلاثة أنواع: الزار المصري أو الصعيدي وزار أبو الغيط، والزار السوداني أو الأفريقي ، وتطلب الكودية أثرا منهم ، فأعطتها كل بنت منديل به رائحة عرقها ، ويقال إن الكودية تنام على هذا الأثر حتي موعد بدء حلقة الزار ، وقد يحتاج البعض لأكثر من حلقة زار.
في اليوم المحدد استقبلهم الوكيل وصاح الله حى... الله حى وطلب منهم ترديد نفس الكلمات ، ثم أمر الأمهات بالبقاء خارج الحلقة حتي لا يصيبهم مكروه ويلبسهم الجان وطلب منهم أن يرددوا ( دستور يا أسيادنا حتي يحصلوا علي الأمان ).
الكودية هي من تقوم بطقوس استحضار الأسياد وطردهم ، ولها مساعدات من النساء تسميهم بالعرائس وبما إنها تتعامل مع جميع أصناف الأسياد ، لذا فإنها تحمل تمائم وأحجبة صالحة للتعامل مع كل الحالات .
أجلست البنتان علي دكة في وسط الحجرة وأمامهم الشاهد الذي سيطفون حوله ويشبه سنام الجمل مغطى بقطعة قماش يتغير لونها حسب نوع الأسياد ( الجن ) وحول الشاهد تم رص الشموع .
تم إشعال البخور وهي من النوع ثقيل الرائحة ( نفاذة ) ،وبعد أن غلف الدخان الغرفة بالكامل شعرت البنتان بصعوبة في التنفس ، ثم أمرت الكودية بإحضار الذبائح .
الذبيحة التي طلبت من بتعة كانت معزة بيضاء ببقع بنية اللون حسب طلب الجني أو ما تسميه الكودية بالريح فقد أخبرت أم بتعة أن الريح اللي علي بنتها من أسياد الجن وهو قوي لذا طلب معزة ( عنزة) أما فكيهة فالريح اللي لابسها طيب وطلب أرنب .
مع إطلاق البخور بدأت العرائس من النساء من أعضاء الفرقة في النقر علي الدفوف بطريقة معينة ثم قامت الكودية بذبح الذبائح فوق رأس البنتان حتي غطت الدماء رأسيهما وملابسهما ، ومع شعور البنات بالرعب بدأ أعضاء الفرقة من الرجال وهم غريبي الشكل حيث يربون شعورهم لتكون طويلة جداً ولا يحلقون لحاهم ، يقومون بالاشتراك في ضرب الدفوف والطبول والصاجات والطمبورة بنغمات وإيقاعات خاصة، وبدأت العرائس في التمايل مع النغمات يميناً ويساراً علي الجانبين ، وتبدأ البنتان في مشاركتهم التمايل ( التفقير ) وعندما تحضر الأسياد في الشاهد الموجود في وسط الحجرة تعطي علامة حضورهم للكودية فترحب بهم وتبدأ في التفوه بألفاظ وكلمات غير مفهومة ،وتسمي الأسياد بالريح وفي الدول العربية يسمونه المنذار أي القرين من الجن ، ومع النغمات الخاصة والبخور تأمر الفرقة بتسريع وتيرة العزف ويستمر ويختلط الحابل بالنابل وتبدأ البنتان في السقوط ويقوم رجال الفرقة بتسنيدهم وتمتد أيديهم لكل ما هو ممنوع ومع التمايل المتسارع بدأت البنتان في فقد الوعي والسقوط علي الأرض وهم يصرخون.
في الحقيقة أنا لم أشاهد الزار في حياتي ولكن ما أتيتكم به ناتج عن حكايات سمعتها من القدامى أو من خلال قراءاتي ،وما زال الزار رغم التقدم العلمي تقام حلقاته لطرد العفاريت والجن والأرواح الشريرة ، باستخدام رقصات هستيرية مصحوبة بالإيقاع والأداء الحركي والأغاني والألفاظ الغير مفهومة .
وإذا كان غير القادرين يذهبون لأماكن إقامة الزار فالقادرين يحضرون الفرقة لبيوتهم ، أي أن حلقات الزار لا تقتصر علي سكان الحارة بل يشارك في الزار عائلات عامرة بالمال وبالمتعلمين ، وتبدأ الحفلات وتنقلب لرقص ، علي فكرة هناك رابط بين هز الوسط والتمايل في الرقص الغربي الروك أند روك والتويست بغرض تخفيف الضغوط النفسية وبين الزار ، يعني الزار برضه رقص علي أنغام خاصة به ، بس بغرض علاجي شعبي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:05 pm

المأتم في الحارة قديماً
للمآتم طقوس خاصة في الحارة المصرية ، فسكان الحارة يحملون معهم العادات المتوارثة في بلدانهم الأصلية وإن كانت قد اندمجت الطقوس مع بعضها في الحارة فأصبحت الطقوس مزيج من مأتم أهل الصعيد وأهل بحري .
وللعلم فإن هذه الطقوس أندثر معظمها.
فور التأكد من الوفاة تقوم النسوة بشق ثيابها، وشدها من منطقة النحر مع البكاء والصويت بصوتٍ عالي ولطم الخدود لتعلن لكل أهل الحارة عن مصيبتها .
يحضر الأهل والجيران ويبدأ الندب ، والندب يحتوي كل الطقوس من صراخ وعويل ولطم للخدود ، وشق الجيوب ،والضرب باليد علي القلب ، ووضع التراب والطين فوق الرؤؤس مع ترديد كلمات معينة منها يا جملى و يا سبعى يا حامينى .
يتم وضع الميت علي فرشته وإذا كان سيبيت في البيت يقوم الرجال بوضع مصحف وسكين فوق الجثة لمنع تواجد الشياطين.
كثيراً ما يتم تأخير الدفن ليحضر الأقارب لإلقاء نظرة أخيرة علي الميت.
تقوم النساء بلبس ملابس سوداء وصبغ وجوههم بزهرة الملابس الزرقاء وتخيل معي إن أخت الميت أو الميتة عندما يتم إبلاغها في بلدها تقوم بصبغ وجهها وتحضر للقاهرة بدون غسيل وجهها للدلالة علي حزنها علي الميت .
تظل مظاهر الحزن وطقوس الندب قائمة ، وتزداد عند تغسيل الميت حتي خروجه من منزله في طريقه للدفن.
بعد الدفن تكون النساء قد تعبت وفترت همتها وهنا يأتي دور المعددة أو الندابة أو الشلاية وهي امرأة تمتهن الصراخ والبكاء ولطم الخدود وتمزيق الملابس والتعديد على الميت ، وعند الندابة ندب خاص لكل حالة وفاة ، فهناك : تعديد المرأة على زوجها، وتعديد الميت في حادث ، وتعديد الفتاة التي لم تتزوج،و تبتكر الندابة ندبها على شكل بيت شعري موزون القافية، وتذكر بمحاسن الميت ومدى الخسارة التي لحقت بأهله. وتستمر المعددة في الغناء بعويل وذكر مناقب الميت وتحفيز أهله لثلاثة أيام لا يهدأ فيها الصريخ والعويل ( عمل مناحة )، ودور المعددة يبدأ من وقت تغسيل الميت ويستمر عند تكفينه ولا مانع من اصطحابها عند الدفن ، والمعددة تعمل بأجر.
ومن ألفاظ المعددة :
-ابكي عليه ونوحى وخدى طربوشه وروحي( مع أن الميت لم يلبس طربوش في حياته.
- فين أخته هاتوها تشيل الطين على أخوها.
- شالك ياولد شالك شلت النيلة علشانك.
- يا مغسلة غسلي بمية ورد بعد الغسل قول له نعيماً ياشب.
- القبر قال له يا مرحبة يا جدع حل شمار المرجلة واضطجع.
- القبر قال له يا مرحبة يازين انت صغير وأنا ضلامى شين.
- القبر قال له يا مرحبة يا حر انت صغير وأنا ضلامى مر.
لون ملابس الحداد في مصر عند النساء هو اللون الأسود ، حيث ترتدي النساء أقارب المتوقي اللون الأسود من 15 يومًا حتى 40 يومًا، وفقًا لدرجة القرابة منه، فيما ترتدي بنات وأخوات المتوقي السواد لمدة عام كامل، بينما تظل أم المتوقي وزوجته مرتدين السواد طوال عمرهما ، ويمتنع الرجال عن حلاقة الذقن لمدة أربعين يومًا.

ويتم استئجار المقرئين من الرجال والنساء، والحداد علي الميت قد يمتد لعام كامل ، وخلال الـثلاثة أيام الأولى من الوفاة، لا يخلو منزل المتوقي من المعزين، يرتدون الملابس السوداء، ومن الغريب أن النساء عند ذهابهم للتعزية يرتدين أفضل ملابسهم السوداء ويزينون أياديهم وصدورهم بالمصاغ ، ويذهبون لبيت الميت ليمارسون حزنهم وبكائهم عليه.
وفي الثلاثة أيام الأولي يعد الأهل والجيران موائد الطعام ، وفي الخميس الكبير وهو الخميس الثاني بعد الوفاة، يجتمع الأقارب والمعارف مرة أخرى للبكاء، وقراءة القرآن، والترحم على الميت، ، وبعد مرور أربعين يومًا على الوفاة، تعمل ليلة الأربعين حيث يقرأ المشايخ الربعة ثم يتناولون الفتة باللحمة ،وهي عادة متوارثة من أيام الفراعنة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:08 pm

عض مهن الحارة المصرية
كانت الحارة المصرية عامرة ببعض الحرف التي تقوم بها النساء والرجال وبعض هذه المهن أنقرضت ، والباقيي منها تم تطويره ، ومن هذه المهن علي سبيل المثال لا الحصر : (السقا ومبيض النحاس والخاطبة والماشطة والبلانة والمرضعة والأيمة والممسدة)، و مع مرور الزمن لم يعد لهذه المهن مكان سوى في الذاكرة الشعبية.
وأبدأ ببعض مهن الرجال
السقا : 
يهون الله يعوض الله ع السقايين دول شقيانين

السقا هو المسئول عن نقل المياه من الخزانات إلى المنازل والمدارس والمساجد ،وكانت مهنة السقا يعتمد عليها المصريين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، وقد بدأت المهنة في الاختفاء عقب إنشاء شركة المياه ، ولم يتبقَ منها سوى اسم على لافتة داخل حارة بحي عابدين وأغنية للفنانة شريفة فاضل (ما تروحش تبيع الميه في حارة السقايين ).
• كان السقاءون يحملون قرب المياه المصنوعة من جلد الماعز المدبوغ والمشدود على ظهورهم وميزة جلد الماعز إنه يحافظ علي برودة المياه ، والقربة تظل صالحة لمدة ثلاثة أشهر ثم يتم تغييرها ، وقبل الموافقة علي التعيين بمهنة السقا ، كان يلزم للمتقدم اجتيازه اختبار مبدئي و هو أن يستطيع حمل قربة و كيس ملئ بالرمل يزن حوالي 67 رطلا لمدة ثلاثة أيام و ثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم .
السقا كان هو مصدر المياه الوحيد في كل بيت، وكان يجلب الماء من الآبار أو الخليج المصري الذي كان يصب في ترعة الإسماعيلية، وهو يبدأ من منطقة باب البحر بميدان باب الشعرية ومن شارع بور سعيد ثم يتفرع ليصب في حارة السقاءين . 
و السقا يدخل اي بيت بحمل قربته مملوءة بالماء البارد الذي يضيف إليه الشبه لينقي الماء من رواسب طمي النيل ، ويمشي في الأسواق والشوارع يسقي الناس.
وكانت هناك خمس طوائف للسقاءين، ولكل منها شيخ طائفة ، منها: طائفتان في باب اللوق، الأولى تقوم بنقل الماء على ظهور الجمال، والثانية تنقل الماء على ظهور الحمير، مع طائفة باب البحر، ثم طائفة حارة السقاءين، وطائفة قناطر السباع. وكانت هناك طائفة سادسة تعرف باسم الكيزان، كانوا يطوفون الشوارع والأسواق ويحملون قرب الماء على ظهورهم، ومعهم مجموعة من الكيزان لكي يقدموا المياه للأهالي. 

مبيض النحاس : 
كانت الأواني النحاسية حتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي هي الأكثر استخداما وانتشارا في البيوت المصرية. وكانت جزءا أساسيا من « شوار العروس»، حيث كانت قيمة النحاس تالية مباشرة الذهب،وحين يتقدم شاب للزواج بفتاة فالاتفاق علي «النحاس» ، فكما يُسأل عن جرامات الذهب التي سيقدمها لعروسه يسأل علي كم قنطارا من النحاس يمكنه أن يشتريها للشوار. ليتمكن أهل العروسين من التباهي بالذهب والنحاس ، فالنحاس يمثل مال يستعان به في الأزمات لأن قيمة سعره غالبا ما يزيد.
وكان أهل الحارة عند ضبطهم للص يلبسوه حلة نحاس ويجرسوه أثناء ذهابهم به لقسم الشرطة ، وظل النحاس محتفظ بمكانته إلي أن ظهرت أواني «الألمنيوم» كبديل له. 
كان لمبيضين النحاس محلات ( دكاكين ) يزاولون بها مهنتهم ولكن بعضهم كان يحمل أدواته ويتجول ويقوم بعمله في الحارات والفري نحاس الأحمر يجنذر ( يكسوه لون أخضر ) وهي ظاهرة غير صحية ، ويبدأ مبيض النحاس في التخلص من الجنذرة بالدعك بالرمال الناعمة ثم يعرض الأواني للنار ويعيد دعكها بالنشادر وبعد التأكد من إزالة الجنذرة يتم دهان الأواني وهي ساخنة بالنشادر والقصدير لتكتسي باللون الفضي اللامع والنشادر تعمل علي تثبيت القصدير والالتصاق بشدة بالأواني النحاسية ، والقصدير يشكل طبقة عازلة للنحاس حتي لا يتفاعل مع الطعام ويفرز عناصر سامّة.
ولأن النحاس كان يحتاج إلي جهد كبير في تنظيفه، وسخونته الشديدة كانت تحتاج إلي قدرة هائلة علي الاحتمال، وبالنسبة للطيشت المستخدم في الحموم والغسيل كان المبيض يضع به الرمل الناعم ثم يغطي الرمل بقطعة قماش ثم يقف فوقه ويمسك بغرض ثابت ثم يحرك جسده بحرية وكأنه يؤدي «رقصة التويست ، ويعيد نفس العملية بعد وضع القصدير ولكن بدون الرمل .
تعديل أو حذف هذا
سيرة عرق الحارة المصرية 51454220_2132275063485897_4624083445822259200_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_ht=scontent.fcai2-1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:09 pm


 ما زلنا مع بعض مهن الحارة المصرية المخلصاتى (المشهلاتي/ الفهلوي ) 
وهي وظيفة هامشية لا تعترف بها الجهات الرسمية ، مع أنها جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في المجتمع المصري.
هذه المهنة لم تنقرض وإن تغير مضمونها ، زمان خاصة في الأسواق الشعبية ، كانللمخلصاتي دور ، وقد شاهدت عمله في سوق الإمام ، كان والدي رحمه الله يشتري خروف من سوق الجمعة بميدان السيدة عائشة وكان السوق يمتد من ميدان السيدة عائشة وحتي الإمام الشافعي وأحياناً كان يطلق عليه سوق الحمام والسوق يباع فيه كل ما يخطر علي بالك من حمام وأرانب وخرفان و معيز وأسماك زينة وثعابين حية وكلاب وقطط ، وأثاث قديم وجديد وملابس ومفروشات ، و روبابكيا من كل الأنواع .
المهم أختلف والدي مع البائع بخصوص السعر ومشينا فظهر لنا المخلاصاتي ، عرض علي والدي أن يشتري له خروف بنفس المواصفات والوزن بالسعر الذي رفضه البائع ، ذهب بنا لبائع أخر واشترينا الخروف وأخذ عمولته منا ومن البائع ( فهلوة ومكسب من الهوا ).
اختلفت الشغلانة حالياً وأشهر من يعملون بها ( الركين ) السايس الذي يركن لك العربة لقاء أجر أو المسلكاتى والمشهلاتى ونجدهم في المصالح الحكومية يساعد في تخليص الأوراق وفتح الأبواب المغلقة نظير أجر، وتوفير للدوخة التي يمكن أن تستمر لأشهر تأتي المقولة الشهيرة (هن قرشك ولا تهن نفسك ) ويسمي المقابل الذي يأخذه ( الشاي ) ويطلب منك أيضاً المعلوم للموظفين الذين ساعدوه علي تخليص المصلحة 

المسحراتي
فكر عنبسة ابن إسحق والي مصر في طريقة يوقظ بها الناس وقت السحور في شهر رمضان ، فكان يمر على البيوت من الفسطاط وحتي جامع عمرو بن العاص وهو يصيح : السحور يا مسلمين الناس السحور.
ومن هنا ظهرت مهنة المسحراتي وهو رجل يحمل في يده طبلة صغيرة يدق عليها بقطعة من الجلد ويصيح : أصحي يا نايم ، وحد الدايم ، صلي علي النبي ، ثم يدق ثلاث دقات علي الطبلة ويكرر النداء ،ولمعرفته بسكان الحي ينده عليهم بالاسم ليقوموا للسحور وكان يساعده صبي يحمل في يده فانوس ينير لهم الطريق ، وما زالت هذه المهنة موجودة بالأحياء الشعبية ، وينادي المسحراتي علي أسماء الأطفال الذين ينتظرون مروره وينعت كل منهم بوظيفة مثل الدكتور أو الضابط أو المهندس ، وفي أول أيام العيد يمر علي البيوت ليحصل علي أجره نقود عينية وكمية من كحك العيد .
علاف البهايم
بما أن المهن التي كانت تعتمد علي الحمير والخيول منتشرة علاوة علي تربية الخرفان والمعيز والعجول في المنازل فكان هناك علاف للبهائم ، يبيع الفول الناشف والبرسيم الناشف والطري والتبن المستخدمين كغذاء للحيوان ، وقد اختفت هذه المهنة من المدن وإن كان لها وجود في الريف
القرداتي:
مهنة انقرضت فى مصر . كان القرداتى يلف الحواري رابط القرد بسلسة ومعه رق يدق عليه ويطلب من القرد امام الجمهور أن يؤدى بعض الحركات البهلوانية (نوم العازب وعجين الفلاحة ) لقاء ما يهبه الناس له .
الحاوي
يعلن الحاوي عن حضوره بقرع طبلة معه فيتجمع حوله الناس علي شكل دائرة، يكون معه طفل يساعده وأمام الناس يقوم بوضع سكين في قلب الطفل ويري الناس الدم ثم يمسح الدم ويقوم الطفل وسط تصفيق الناس ( خفة أيد ) ويقوم ببعض الشقلبات الصعبة ويقفز من خلال طوق به شعلات نارية ، ثم يكتفه الناس ويقوم بفك نفسه ، ثم يمر علي الناس فيعطونه بعض النقود .
مصوراتي الماء ( الصور الشمسية )
كانت هذه هي الصور الفورية أبيض وأسود ،كان مصوراتي الماء يتواجد في الميادين وبجوار الأماكن التي يتطلب تقديم مستند لها صورة شخصية ، وكانت صور الماء أو الشمسية عبارة عن صور فورية ، كانت الكاميرا عبارة عن صندوق خشبي هو كاميرا ومعمل طبع في نفس الوقت ،بداخله عدسات لالتقاط الصورة وثلاثة أحواض صغيرة حوض به الحمض المظهر وحوض به المثبت وحوض به ماء ، ومكان لحفظ ورق الطبع الحساس وفي أخر الصندوق تحويطة من القماش الأسود السميك ليمنع نفاذ الضوء لداخل الصندوق ،ويحمل الصندوق ثلاثة أرجل طويلة من الخشب متحركين ، يجلس ألمصوراتي الزبون علي كرسي بحيث تكون الشمس في وجهه ثم يضبط الكاميرا ، ويطلب من الزبون التبسم ثم يفتح غطاء الكاميرا الصغير لتنعكس الصورة علي الكاميرا ثم يغلقه ، ويدخل المصور رأسه داخل الصندوق ليقوم بعمليات الطبع والتحميض والتثبيت ، ثم يخرج بالصور ويجففها بحرارة الشمس ويقصها ويعطيها للزبون ، وقد ظلت الصور الشمسية سائدة حتي نافستها صورة الفوتوماتون بالأستديوهات وهي صور تطبع فورية .
مكوجي الرجل
كان المفضل لكي القفاطين والجلاليب ، وكانت المكواة عبارة عن مكواة مثلثة الشكل كبيرة الحجم لها يد طويلة ـ يضعها المكوجي فوق باجور جاز نمرة عشرة ( كبير) حتي تسخن المكواة وإذا كانت حرارة المكواة أكثر من اللازم يقوم بوضع سطحها بجردل به ماء بحيث يلامس أسفل المكواة الماء فنسمع طشة الماء ( طش) ثم يمسح الماء علي قطعة قماش ويبدأ في الكي علي منضدة ( بنك ) منخفضة مكسية بالقماش وواضع قدمه علي خشبة مثبتة بأعلى المكواة .

تعديل أو حذف هذا
سيرة عرق الحارة المصرية 51398343_2132277536818983_106301063346257920_n.jpg?_nc_cat=106&_nc_ht=scontent.fcai2-1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:10 pm


سيد جعيتم بعض مهن النساء قديماً
سبق وأضحت في سيرة الأنسة حسنية عمل الخاطبة والبلانة والأيمة والداية والدلالة، كما سبق وأوضحت دور المعددة في المأتم ، وإن كانت هذه المهن قد انقرضت إلا إن بعضها ما زالت تمارسه بعض النساء مثل الخاطبة والدلالة .
الغسالة:
وهي سيدة فقيرة تدور علي بيوت الأعيان لتقوم بغسل ثيابهم مقابل أجر ،بالدعك باليد علي الطيشت وبجوارها صفيحة فوق باجور جاز .
انقرضت معظم المهن من الحارة فلم نعد نشاهد الإسكافي الذي يقوم بإصلاح الأحذية القديمة ، ،وقل جداً وجود الرفا ونجار الطبالي والقباقيب الخشبية ، والعجلاتي وسنان السكاكين. 
قطايف متفرقة

المقهي :
المقهى أو القهوة كما نسميها في مصر لها عشاق يدمنون الجلوس علي المقهى ، من الصباح الباكر يجلس العمال علي القهوة يتناولون وجبة الإفطار مع كوب شاي ميزة فتعتبر وجبة متكاملة العناصر الغذائية تعطي سعر حراري ( سكر ، لبن ) ، وصبي القهوة يعرف مزاج كل زبون ، فهذا يشرب جوزة بالمعسل اهذا بوري بالمعسل وذاك شيشة حمي بالتنباك ، وبعض الرواد من الأفندية يطلبون قهوة الصباح .
فور جلوس الزبون علي المقهى يأتي أليه الجرسون ويعرف طلبه ثم يصيح للقائم علي النصبة بالمطلوب ( واحد شاي حليب ميزة أو شيشة عجمي ).
ولما كان المصريين من أكثر الشعوب عشقا للشاي ، وشاي المقهى له مذاق خاص ويعمر الدماغ عندما تتناوله من يد القهوجي فمن يريد شاي مضمون يطلب شاي كشري حيث يوضع الشاي على السكر ثم صب الماء المغلي فوقهما ، وصاحب المزاج يحب الشاي البنور المغلي الماء ، ومع الإفطار يحلو الشاي الميزة باللبن الكثير وأحياناً يسمي شاي منه فيه ، و الشاي البربري أو النوبي بلبنه القليل ، ولكييف الشاي الخفيف بدون سكر يطلب شاي بوستة أو بسطة ويقدم معه السكر خارج الشاي ،أو شاي بسكر خفيف ويسمي حلواني، وهناك الشاي العجمي في الأكواب الصغيرة، وشاي الخمسينة في كوب أكبر وكمية الشاي تملىء نصف الكوب فقط ويكون داكنا ،والشاي الذي يصنع علي الفحم أو الرمل الساخن ويسمي شاي الطيارة أو الفتلة أو الباكت ، ويمكن طلب الشاي بالنعناع أو الليمون وأسمه شاي كرف، وشاي بالقرنفل ، وبعض المقاهي تقدم الشاي الأخضر ، أما الشاي الحبر الثقيل جداً مع السكر الثقيل يقدم في الوجه القبلي ويقدم علي ثلاثة أدوار كل دور أثقل من سابقه وطلب براد الشاي بعدد معين من الأكواب يسمي مجالو أو شاي صينية ويطلق نفس اللقب علي كوب الشاي الكبير الممتلئ 
وعلي المقهى يقدم الشراب الكركديه ساقع أو ساخن والينسون والسحلب ، والكازوزة ( كوكا كولا – بيبسي كولا – وكان زمان سعر زجاجة القازوزة تعريفة ( خمسة مليمات ) ، وسعر زجاجة الكبسول الفراولة أو السفون 7 مليم ، وكان من أنواع الكازوزة سبيروسباتس وأرانجو ليمونجو وكوثر وسيدر،وليمونادة ودوس ومصر كولا وسي كولا ، ويمكن طلب عصير ليمون فرش 
وكان أشهر أنواع الشاي بروك بوند وزوزو والطربوش والشيخ الشريب وشاي الوزة وشاي الوردة .
الصابون زمان
في زماننا الحالي يبدأ سعر الصابونة بخمسة جنيهات ، والخمسة جنيهات كانت تكفي لشراء كل الصابون الذي بالمحل زمان .
كان فيه صابون يميل لونه للبني حيث يصنع من الزيت السابق استخدامه وكان يسمي صابون المواعين لا تخلو صبانة حوض مطبخ منه وكان رخيص السعر جداً وكان سعر الصابونة لا يزيد عن تعريفة ( نصف قرش أي خمسة مليمات )، وكان هناك نوع أرقي يستخدم لغسيل الملابس وكان أشهر ماركاته ( صابون أبو لحاف وصابونه الشمس ) وكان سعر الصابونة يتراوح بين قرش إلي قرشين ، ثم الصابون الراقي المستخدم في الاستحمام صان لايت أو نابلسي شاهين والأخير كان يصنع بزيت الزيتون وكان يتم غسيل الجسم بهم أما الرأس والوجه فبصابون معطر ( الصابون أبو ريحة ) وكان سعر القطعة من ثلاثة لعشرة قروش، وطبعاً كان صابون لوكس المستورد موجود مع أنواع أخري محلية الصنع.
أنواع السجاير زمان
الفرنسيين هم أول من اخترعوا السيجارة بلف الدخان في ورق رقيق شفاف ( ورق بفرة ) ومحمد علي باشا كان يعمل بصناعة التبغ قبل قدومه لمصر ثم أحتكر صناعة الدخان لنفسه ، وذكر الجبرتي عن أن الوالي العثماني أصدر أوامر بمنـع شـرب الـدخان فـي الشوارع وعلى الدكاكين فلقد اعتبرها الناس عادة بذيئة قبيحة ، والفيوم أول مكان زرع به الدخان في مصر أيام الحملة الفرنسية ، وقد تخصص الأرمن في صناعة السجائر وكانت بعض الأنواع تصدر من مصر لأوروبا ، وأسعار علبة السجائر كانت تتراوح من خمسة قروش إلي عشرين قرش .
وكان السجائر أما رفيعة أو تخينة وبالفل ( فلتر ) أو بدون فل ، وبعض الأنواع مثل سيجارة شهير كانت صغيرة جداً وبدون فل ، ومن أنواع السجاير أذكر الأصناف الآتية :-
نبيل- صوصه – نيكولاس لويس- بلمونت – كليوباترا – شهير – بلايزر ( البحار )- أركس – هوليود – فيكتوري – كوتاريلي – واسب – بيت الأمة - أم الدنيا - سجائر عباس حليم ويكن باشا (وهي للعظماء)- الامراء- ماتوسيان - ابو فانوس – معدن – لوكس – إكرام – باشا – متشي – ياكا- كريازي فلوريدا – نفرتيتي – ملك- جولدن كينج - سوبر ستار- بوسطن - مونديال - جولدن ويست – كورونا – فيرونا - توسكاني – مديانيتوس – تشرشل.
وكان المصريين في الحارة يشترون الدخان وورق البفرة ويصنعون السيجارة بأيديهم ويسمونها سيجارة لف .

تعديل أو حذف هذا
سيرة عرق الحارة المصرية 51337447_2132278693485534_6959689663569199104_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_ht=scontent.fcai2-1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:11 pm

سيد جعيتم ذكرياتي في الحارة المصرية

كان بيتنا وأنا طفل صغير في منطقة الويلية الصغرى بحي العباسية وهو الحي الذي تربيت فيه حتي سن السادسة عشر، ولا زالت ذكرياتي قي الحي عامرة في رأسي .
كنت أسكن في شارع يسمي شارع سيدي الكومي يتفرع منه شارعين رئيسيين وأربع حارات و زقاقان وينتهي الشارع بوسعاية تشبه الميدان تفتح علي عدة شوارع وحارات .
كان لكل بيت باب خارجي ولكن هذه الأبواب كانت لا تغلق فللبيت حرمته والدنيا أمان.
كانت صفات الجدعنة والشهامة هي الغالبة ، والسرقة كانت تصبغ صاحبها بالعار ، وإن كان اللص في أيامنا لا يسرق من منطقته ( شهامة ). كان الناس فور سماعهم بنداء حرامي أمسك حرامي يشاركون في مطاردة اللص حتي الإمساك به وتلقينه علقة ساخنة ومن هنا جاء المثل العامي ( ربنا ما يوعدك بعلقة حرامي في حارة ) ، أما في أيامنا هذه لا أحد يساعد أحد في مطاردة لص فقد سرت الأنانية والخوف بين الناس ، لذا كثر اللصوص، وازدادت السرقات والجرائم .
بنت الحتة مصانة ويجب علي كل أبناء الحتة الحفاظ عليها والدفاع عنها عند تعرض أحد لها وكم من مشاجرات قامت بين الأحياء بسبب معاكسة بنت الحتة .
تعديل أو حذف هذا
سيد جعيتم العلاقة بين السكان الحارة كانت قوية ، كانت نساء الحارة يتحدثن مع بعضهم عبر البلكونات والنوافذ, وكان طبق الطعام يتبادل بين السكان ( بصفة خاصة البصارة والأرز باللبن ) ، كانت المرأة لا تجد صعوبة في ترك أولادها لدي جارتها عند ذهابها لأي مشوار فالجیران لبعضها. 
لم يكن هناك من وسائل التسلية إلا الراديو فكانت الحارة هي ملعب الأولاد ا وهو ما جعل الترابط بينهم قوي عندما يكبرون ، كان الكل في الحارة يتشاركون الفرح والحزن ، وكانت كل المشكلات يتم حلها في مجالس الرجال وكان من الأمور النادرة جداً نقل أي مشكلة للتمن والتمن كان مسمي الحارة لقسم البوليس ( الشرطة ).
كان في حوش بيتنا بالدور الأرضي مجور عجين كبير الحجم ( مجور العجين أناء فخاري ) يعجن فيه كل سكان البيت خبزهم ، يوم الخبيز وفي الصباح الباكر ، كان صوت لت العجين (رفعه ورزعه في المجور ) يوقظني من النوم ، وبعد العجين يتم تغطية المجور ، وبعد ذهاب الرجال لأعمالهم والأولاد لمدارسهم تتشارك سيدات البيت في تقريص العجين وتبطيطه علي المطرحة الخشب ووضعه علي طاولة خشبية كبيرة يتم إحضار بعضها من الفرن البلدي يوم الخبيز ، ويأتي رجل من الفرن ليأخذ الطاولات لخبزهم ، وكان الرغيف البيتي حجمه كبير وطعمه لذيذ خاصة مع بعض الإضافات كا الشمر والينسون .
الفرن البيتي كان في حارة بدوي ( فرن لخبز العيش المعجون في المنازل ) وكنا نسميها بحارة الغجر لوجود عائلة بالحارة اشتهرت بالمشاجرات ، وكان صاحب الفرن أسمه عسران ، وكان يربي فوق الفرن أعداد لا بأس بها من الخرفان والمعيز والطيور ، وكن عنده كلبنان كبيران كنا نعمل لهم ألف حساب وأتذكر إنه كانت تسكن بالحارة بنت أسمها إدارة ( أسمها كده ) وكانت تجمع البنات في دائرة وتلف عليهم وهي تغني بصوت جميل ( الطرح يا بنات الأمشاط والفلايات عند العفشة وراح يبات ).
كنت صغيراً في الصف الأول والثاني الابتدائي البس لبس المدرسة الرسمي مريلة من قماش تيل نادية ، واعتبارا من السنة الثالثة وحثي السادسة بنطلون شورت بني وقميص تيل نادية وفي الشتاء كنا نستبدل الشورت ببنطلون طويل وفوق القميص بلوفر بني ، وكان الجميع ملتزمين بالزى ومن يخالف الزي يعاقب .
في طابور الصباح كان يتم التفتيش علي أظافرنا ونظافتنا ، ويأتي دور الحكيمة فتمر علينا ونفتح أفواهنا لتري أسناننا وتحول من يحتاج لأي علاج للوحدة المدرسية العلاجية وتقريباً فقد خلعت عدد لا بأس به من أسناني في الوحدة العلاجية مع أنني لم أكن أشكو من ألم بهم !!.
كان يوزع علينا وجبة مدرسية فول مدمس وجبنة بيضاء أو شيدر وبلح ، لذا كان كل منا يحمل معه طبق وكوب بلاستيك ،ومرة في الأسبوع كان يتم إعداد وجبة من اللبن الجاف وكنت لا أحب طعمه ولكننا كنا نشربه وإلا تعرضنا للعقاب ،وكانت تأتي للمدارس معونة من دول أجنبية وتوزع علينا أما علب من الجبنة الشيدر أو من اللبن الجاف .
كان نظام اليوم المدرسي كامل ست حصص وكان يتخلل اليوم الدراسي فسحتان الفسحة الصغرى ربع ساعة والكبرى نصف ساعة ، وكان حوش المدرسة كبيرة نجري فيه ونمرح ونقيم فيه مباريات الكرة وكنت مشارك في القسم المخصوص وهي مجموعة رياضية ، كنا نلعب مباراة كرة شراب قبل دخول المدرسة وفي الفسحة وبعد الخروج والكرة الشراب كانت عبارة عن كمية من الأسفنج ملفوفة بكمية كبيرة من الخيط حتي تأخذ شكل الكرة ثم نلبسها شراب ونخيطه عليها ، وبعد ذلك عرفنا الكلة وهي مادة سائلة تجف عند تعرضها للهواء ، فاستغنينا عن الشراب واستبدلناه بتغطية الخيوط بالكلة وكنا نلصق فوق الكلة قطع مستديرة من الجلد لتحمي الكرة وتعطيها الثقل المناسب
تعديل أو حذف هذا
سيرة عرق الحارة المصرية 51318437_2132283760151694_8741775159226007552_n.jpg?_nc_cat=100&_nc_ht=scontent.fcai2-2
سيرة عرق الحارة المصرية 51771342_2132282466818490_2652359909798051840_n.jpg?_nc_cat=109&_nc_ht=scontent.fcai2-2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:12 pm





  • سيرة عرق الحارة المصرية 12548952_1001939543186127_8097858818294368529_n.jpg?_nc_cat=108&_nc_ht=scontent.fcai2-1

    سيد جعيتم وفي المدرسة الإعدادية عرفت الكرة الكفر ( المتعارف عليها حالياً ) ، وكانت الجزائر محتلة من فرنسا وأهل الجزائر يكافحون لنيل استقلالهم فكان الأستاذ / عبد المغيث أستاذ العربي يقف فينا خطيب يلهب حماسنا ثم نخرج في مظاهرة تطوف علي المدارس المجاورة ونخرجهم معنا ونهتف : يا عسكر فرنسا يا عسكر بنات كفاية فضايح وشوفوا اللي فات ، وتنتهي المظاهرة بلعب الكرة في الشارع. 
    كانت الدولة مخصصة لنا أرض نلعب بها الكرة هي أرض النمس وأرض علي خليل ، وكانت أرض النمس مغلقة بعدة أعمدة خرسانية طولها متر من كل جهة لمنع دخول ، وكان يقام بها دوري رسمي بين الأحياء ، وكانت أرض علي خليل مجاورة لسور مدرسة العباسية الثانوية وهي مدرسة بها ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة وحمام للسباحة وحلبة للملاكمة ، وكنا نقفز السور لنشاهد المباريات .
    بائع الفول والبليلة كنت لا أراه إلا يوم الأجازة وكان من سكان حارة مجاورة وكان ينادي علي الفول ويقول : أذكر الله .. يا لوز يا مدمس ، وكان يضع علي العربة قدرتان من الفول وقدرة بليلة ، وكانت البليلة سرعان ما تنفذ فكان ينادي : معايا فول وبليلة لأ ، كان بقرش صاغ فول ( الجنيه مائة قرش ) يملا طبق كبير وكنا نطلب منه أن يزود ماء فول علي الطبق فيزود ثم نطلب وضع بعض البليلة علي الفول فيضع ثم حسب الطلب يضيف الزيت حلو أو حار والطحينة ويضع الملح والشطة والدقة وكله بقرش صاغ واحد.
    كان في الشارع فرن عيش بلدي لو أردنا العيش سخن نذهب للشراء من الفرن ، أو كنا نشتري الخبز من عند البقال ( السوبر ماركت حالياً) كان رغيف الخبز بتعريفة والتعريفة نصف قرش أي خمسة مليمات وكان للرغيف مواصفات أم مفقع يعني قابب أو طري أو ناشف وكان كامل الاستدارة لا يلتصق قلبه بوجهه وإذا كان بالرغيف عيب بالاستدارة أي اعوجاج أو الرغيف ملتصق كان يباع تحت أسم رغيف سحلة ( الرغيف السحلة لا يختلف عن الرغيف الذي يباع حاليا بأكثر من جنيه) وكان كل أربعة أرغفة سحلة بقرش صاغ ، وكانت المحلات تقوم بارتجاع العيش الذي لم يباع فيبعه الفران كل أربعة أرغفة بقرش .
    كان بالشارع مطعم حسن طعمية كنا نسميه كده وكان عم حسن يبيع لنا شقة الفول أو الطعمية ( الشقة نصف رغيف بها فول أو طعمية مع سلطة خضراء أو سلطة لبن أو سلطة طحينة ) بتعريفة وحتي الآن أذكر طعم طعمية عم حسن طعمية فقد كانت مميزة جداً.
    كان مصروفي وأنا صغير تعريفة كنت أشتري بمليم ترمس وبنكله ( مليمان) غزل البنات أو نبوت الغفير ، وكنت أوفر نكله للعصر أشتري بها قرطاس لب علي حمص علي سوداني ، وكان ملبس نادلر يباع العشر ملبسات بقرش صاغ ثم تطور المصروف في المرحلة الابتدائية لقرش صاغ وفي المرحة الإعدادية كانت الدنيا في غلو فأرتفع المصروف لستة قروش كنت أفطر منهم وأصرف وأوفر لدخول السينما أخر الأسبوع .
    كان عم محمد بائع الترمس رجل ضخم الجثة جداً وكان بتعريفة ترمس قرطاس كبير يحتوي علي ترمس وفوقه حمص مملح وفول مملح ويعلوه كمية من الحلبة المزروعة ويضيف فوقه دقة خل بالشطة والكمون ، وكان يبيع أيضاً البتنجان المخلل .

    تعديل أو حذف هذا

    سيرة عرق الحارة المصرية 51729498_2132285260151544_3315430103554457600_n.jpg?_nc_cat=103&_nc_ht=scontent.fcai2-1

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:13 pm


سيد جعيتم بائع نبوت الغفير ( حلوي علي هيئة عود مفرغ بطول خمسة عشر سم ومكسية بالسمسم ، وكان يصنع علي العربة غزل البنات بماكينة يدوية ، وكنا ننتظره ونتكاثر عليه ونساعده في زق العربية ، وكنا ننتظر بائع النداغة ( حلوي تصنع من العسل وأحياناً تسمي عسلية) فقد كان يصنعها أمامنا ويعمل منها نداغة طرية سادة أو محشية سوداني أو صوابع عسلية مكسوة بالسمسم أو نداغة شعر وكان قرش صاغ يكفي لشراء كمية محترمة .ٍ
عشرين كحكة بقرش أبيض ، كنت أحوش مصروفي ليوم حضور بائع ألكحك أو أشترك مع أخوتي لشراء الكحك ، وكان كل عشرين كحكة صغيرة مخبوزين مشبوكين في بعضهم علي هيئة مربع.
كان عم لبيب بائع الثلج وعصير القصب مشهور بوضع النشوق في أنفه ثم العطس وكان أبي رحمه الله يمنعنا من الشراء منه بسبب العطس إلا أنني كنت أشتري منه ربع لوح الثلج بقرشين وكوب العصير الكبير بتعريفة ، وبائع البيض كان يضع لمبة في صندوق صغير مغلق وبه فتحة يخرج منها الضوء وكان يعرض البيضة قبل بيعها للنور الصادر من الصندوق فيعرف البيضة التالفة أو التي بها كتكوت فيستبعدها وكان البيضة تباع بدء من ثلاثة مليمات .
وكان بالشارع بائع للبن والزبادي وكان يمر علي المنازل وكان كيلو اللبن بقرشين صاغ ( سعره حالياً 14 جنيه ) وسلطانية الزبادي الكبيرة بقرشين والصغيرة بقرش وكان يبيع أرز بلبن وكنافة وبسبوسة ، وفي الشتاء يبيع بليلة ساخنة باللبن والسكر وفوقها بعض الكنافة ، وكم كنت أسعد بشرب حمص الشام من علي العربة وكان البائع يعطينا شفطات زجاجية ملولوة وشفافة وكان يضيف الشطة والليمون علي الحمص . 
كان بالشارع عطار وعلاف وسمكري بواجير ويقوم أيضاً بأعمال السباكة ، وكان بحارة مليحة إسطبل للأحصنة والحمير والحنطور( عربخانة )، وفي العيد كان العرباجية يأجرون الأحصنة للأولاد أو نركب لفه علي العربة الكارو والبنات كانوا يغنون : ( السني البني هايكلني ، شوفي يااختي الراجل ها يكلني )، وبالحواري والأزقة المتفرعة من الشارع محل لبيع الكشري وحلاق ، وخياط للجلابيب ومكوجي رجل .
كان بالشارع المجاور قهوة عتريس وكان يجلس عليها رجال الحي وفي يوم حضرت عربة شرطة وقبضوا علي رجلان ، تجمع الأولاد وقذفوا العربة بالحجارة ، المهم ذهبوا بالرجلان للقسم وضربوهم علقة سخنة بسبب رمي الأولاد للحجارة علي العربة.
كانت الدلالة تمر علي البيوت ومعها بقجة بها أقمشة و جلاليب والذي منه وكانت تبيع كاش أو بالقسط ، وكانت الحاجة أم جابر تقرأ الفنجان وكان فنجانها ما يكذبش ( حسب معتقد السيدات ) ، وكان للخاطبة شأن واحترام فهي تفك عقدة العانس ، ولا أنسي بائع السمك يحمل السمك الطازج والكبوريا والجمبري في مشنة فوق رأسه ، وكذلك بائع الخضار وهو يصيح فجل وجرجير وكرات ثم يعقبه بندأ فجل الجزاير يا فجل .
كان سطح بيتنا كبير وكان به حجرات خشبية يسمونها حجرات الغسيل يعني الست تغسل وتنشر فوراً ، وكنا في الصيف نقوم بنظافة السطح تمهيداً لصعود الرجال من السكان ليتسامروا ويلعبون السيجة والضمنة والكوتشينة ويقابلهم تجمع للنساء ونحن الصغار نلهوا حولهم ونستمع لحكاياتهم .

تعديل أو حذف هذا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد جعيتم

سيد جعيتم


المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/01/2019
العمر : 75
الموقع : القاهرة

سيرة عرق الحارة المصرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عرق الحارة المصرية   سيرة عرق الحارة المصرية Emptyالثلاثاء فبراير 19, 2019 6:20 pm



  • سيد جعيتم كانت السيدات بصفة عامة يميلون للبدانة ، وكانوا يرتدون عند الخروج الملابس السوداء متمثله في العبايه والحبره وهي ما تشبه النقاب أو الملاية اللف والبرقع أو البيشة علي الوجه وعلي الرأس منديل بؤيه بألوان زاهية ، أما ملابس البيت فكانت فاقعة اللون,وقمصان النوم من الستان اللامع، ورغم الضغوط الاقتصادية كان يظهر عليهم الرضا بالواقع والمقسوم . إما الرجال فلباسهم الجلابية المصرية وعليها بالطو في الشتاء ،و الافنديه كانوا يرتدون القميص والبنطلون ..وكان الأولاد يلهون بالشارع مرتدين اما الجلابية المصنوعة من القماش الكستور المقلم او البیجامة .
    أخر الليل كان بائع الجاز وأتذكر أن أسمه أبو صبيرة يحمل جركن صغير به جاز ويحمل سلم علي كتفه وبتكليف من الحكومة كان يقوم بتعمير لمبة الجاز الموضوعة علي عمود داخل صندوق زجاجي بالجاز وإشعالها وكان بالشارع لمبتان واحده في أوله والأخرى في أخره ، وتخيل الشارع مظلم إلا من بصيص النور في أول وأخر الشارع ، وكانت حكايات الجدات تزيد من خوفنا فأمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة والراجل برجل حمار والعفاريت والمارد وزاد الطين بله موت سيدة محروقة بالشارع وقصص عفريتها ، ووجود أشاعه بأن البيت المغلق والمهجور في أول الشارع مسكون بالعفاريت ، فكان تكليف أحدنا بالنزول للشارع ليلاً لشراء شيء مغامرة مرعبة . في شهر رمضان كنا نحن الصبية بعد حضورنا من المدرسة نصفر لبعضنا كنا ننزل الشارع مرتدين البيجامات ونقوم بالذهاب للشارع المجاور لشراء الطرشي البلدي ( مخلل ) وكانت الكزرونة تملآ بقرش صاغ ويضع البائع لنا مية دقة ( ماء حراق ) وبعض أعواد الجرجير ، ثم نعود للتجمع لشراء الثلج فلم تكن بالبيوت ثلاجات وننظر بائع العرقسوس لنشتري عرقسوس وخروب ، وكان اللبان ينشىء بجوار محله موقد لصنع القطايف والكنافة اليدوي ، وكثيراً ما كنا نتشارك نحن الأولاد ويحضر كل منا أكله ونأكل مع بعضنا ، وبعد الإفطار ننزل الشارع البنات بالفوانيس التي كانت تقاد بالشمع والصبيان بالكشاف وهو عبارة عن علبة معدنية نضع بها شمعة فمن العيب أن يحمل الولد فانوس ، وكنت أستغل أي قلة ماء قديمة لأصنع بها فتحات علي هيئة عينان وفم وأضع بها شمعة وفي الظلام تبدوا وكأنها وجه عفريت يطق الشرار من عينه ، وكنا نلعب بالبمب والطوربيد والحبش والأيطاليه وكلها ألعاب نارية ، وفي وقت إذاعة مسلسل ألف ليلة وليلة بالراديو نتسابق في الذهاب لبيوتنا لسماع حكايات نور وعروس البحور وشملان الكسلان ، وفي العشر أيام الأواخر يجتمع الشباب بعد الإفطار حاملين الكلوبات ويمرون بالحي يغنون متأثرين بوداع رمضان .
    كنا ننتظر القرداتي وهو سارح بقرده والقرد يقوم بحركات شقلبه ويأمره صاحبه بعمل عجين الفلاحة فيتمرمغ في الأرض ، وكنا نسعد بالحاوي وأعماله السحرية فيقتل طفل معه ونري الدم يسيل ثم يعيده للحياة ويقفز من خلال طوق به أكثر من شعلة مشتعلة ثم نكتفه بالحبال فيفك نفسه وسط تصفيقنا وإعطائه المعلوم ، وكان يمر الرجل حامل صندوق الدنيا وهو عبارة عن صندوق كبير به فتحات يجلس الأطفال أمام الفتحات ويعرض عليهم شريط مصور يحكي قصة يرويها الرجل بصوته مع دوران الصور بالصندوق ، وكنا نلعب بلبلي والسبع طوبات ونوي المشمش و نصنع منه صفارات ، وكنا نصنع من أغطية زجاجات الكازوزة ( البيبسي) عجل ونعمل منه كراسي وأشياء أخري ، وكنا نشتري عجل رمان البلي التالف ونستخدمه لصنع عوامة من الخشب ( سكوتر ).

    تعديل أو حذف هذا


    سيرة عرق الحارة المصرية 51558870_2132288056817931_887304393261580288_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_ht=scontent.fcai2-1


    ١




  • سيرة عرق الحارة المصرية 12548952_1001939543186127_8097858818294368529_n.jpg?_nc_cat=108&_nc_ht=scontent.fcai2-1

    سيد جعيتم كنا نغامر ونذهب في مجموعات للجبل الأحمر بصحراء العباسية ومعنا أكل وشرب وفي يوم من الأيام وجدنا بفتحة من الجبل كلاب صغيرة أخذها منا جنود الخيالة المعسكرين أسفل الجبل ،وقالوا لنا أنهم ديابة صغيرة ولو كانت أمهم لحقتنا لكانت قتلتنا .
    أخر الليل كنا نري عسكري الدرك وهو من رجال الشرطة يمر بالشوارع ومعه صفارة وإذا حدث أمر مخالف يطلق الصفارة فيسمعها رجال الشرطة بالأماكن المجاورة ويطلق كل منهم صفارته ويتجمعون لمساعدة زميلهم .
    بهذه الصفحة يكون الموضوع قد تم بحمد الله أشكركم لصبركم معي

    تعديل أو حذف هذا

    سيرة عرق الحارة المصرية 51375764_2132291046817632_1999139867052736512_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_ht=scontent.fcai2-1

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة عرق الحارة المصرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بنت الحارة والملايه اللف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خواطر وحكايات افندينا :: اقسام افندينا العامة :: افندينا العام-
انتقل الى: